وراحت تهدئ الآخرين فبين اللقاء والرحيل زمن قصير جداً, لقد كان لقاء الوداع , لقاءً سريعاً لم تشأ خلاله الأم المشتاقة أن يغيب ابنها ولو ثوان عن نظرها.
فقد جاء الشاب الشهيد وئام لرؤية أهله وأخذ قسطاً من الراحة بعد ليلة شاقة قضاها وهو ينقل رفاقه إلى المشفى العسكري بحمص بعد إصابتهم بإصابات مختلفة في منطقة الرستن ولم يكن وئام خلال عمله هذا يتوانى أو يتمهل أو يلقي المسؤولية على غيره من رفاقه ويدفعه إلى ذلك حبه الكبير لبلده وللآخرين .
والدة الشهيد قالت : من المحزن أن يرحل هذا العدد الكبير من الشهداء فكلهم في ريعان الشباب وابني أحدهم, الرحمة لهم جميعا .
لقد تفانى وئام في واجبه معتبراً ذلك أقل ما يمكن أن يقدمه لبلده , لكن الكثير الذي قدمه هو روحه وحتى بهذه لم يبخل, فسورية تستحق الكثير لكي نقدمه من أجلها , الحمد لله رب العالمين على هذه الحال وعلى كل حال.
السيد خلوف خلوف عم الشهيد قال : لقد جعلنا وئام نتمنى أن نكون معه وبرفقته لكثرة ما كان متفانيا ومخلصا , وهو كان كذلك في حياته العادية إذ كان يندفع لتأدية أي عمل يطلب منه دون تردد أو تكاسل , الرحمة له ولجميع شهداء سورية الأبرار الذين جعلونا نعشق الحياة لأنهم هم من وهبنا إياها .
وقرية الشنية من القرى الجميلة في ريف محافظة حمص وتبعد عن المدينة 35 كم يعمل سكانها البالغ عددهم 4000 نسمة بزراعة القمح والشعير بالإضافة إلى زراعة الزيتون والتين .
كما يهتم أهلها بالتحصيل العلمي ففيها الكثير من الحاصلين على شهادات عليا وهي مخدمة بمدارس وبنقطة طبية.
والشهيد وئام من مواليد قرية الشنية عام 1989 نال شرف الشهادة بتاريخ 13 – 6 -2012عندما كان يؤدي واجبه الوطني في الرستن .
قرية الشنية تبعد عن مدينة حمص 35 كم ذات موقع هام وطبيعة ساحرة