وبين فلول الإرهابيين ومن يقف خلفهم من قوى عربية وإقليمية ودولية، فهذا الإعلام المنحاز والغارق في غيه وضلاله تحول خلال مدة قصيرة إلى إعلام معاد يعتبر المعركة التي تدور على الأرض السورية معركة وجوده بحيث بات يستخدم فيها كل أسلحة التضليل والحرب النفسية والشائعات الهدامة في محاولة يائسة لكسب المعركة قبل أن تنتهي أو ينجلي غبارها..
فمن يتابع ما تبثه قنوات هذا الإعلام المعادي من أخبار وبرامج وتحليلات يعتقد للوهلة الأولى أن المعركة قد حسمت لصالح قوى الإرهاب والتطرف وأن المعارضة المأجورة والمرتزقة باتت أمرا واقعا يفرض نفسه على الحياة العامة في سورية، غير أن الوقائع اليومية التي نعيشها كمواطنين تثبت عكس هذه الصورة، فالدولة السورية بقواها الأمنية ومؤسساتها المختلفة موجودة على الأرض تمارس دورها بصورة شبه منتظمة لا يعكر صفوها سوى بعض خفافيش الظلام الذين يتحركون ليلا في بعض الأطراف والأرياف لزعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفوضى على أمل تأمين بعض المواد والصور التي تخدم توجهات وأغراض إعلام الفتنة والتحريض الذي أثبت أنه جزء من حملة التضليل والإرهاب التي تستهدف الإنسان السوري قبل دولته وحكومته وجيشه.
سيناريو تابعناه العام الماضي خلال عملية تدمير ليبيا من قبل الناتو ومرتزقته يحاولون دون جدوى تكراره في سورية، فكل منطقة يستعرض فيها الإرهابيون جهلهم وحقدهم وتخلفهم عبر شاشات هذا الإعلام سرعان ما يعلنها الجيش العربي السوري بعد فترة قصيرة منطقة محررة ومطهرة من فلولهم، ومن ثم تبدأ عودة الأهالي إلى أحيائهم ومنازلهم برفقة القوى الأمنية التي تعيد الأمن والنظام والخدمات إلى سابق عهدها، في حين تتكرر عبارة «الانسحاب التكتيكي» على ألسنة الناطقين باسم عصابات ما يسمى «الجيش الحر» الذي تعهد بحماية المدنيين فإذا به العدو الأول لهم يقتل ويهجر ويخطف وينهب ممتلكات المواطنين تحت شعارات كاذبة تروجها قنوات الفجور العربية.
المعركة مع هذا الإعلام الخبيث ومشغليه بدأت منذ زمن وتتوالى فصولها، وفي آخر فصولها الناقصة وقف بث بعض القنوات السورية على قمري النايلسات والعربسات، ولكن المعركة لم تنته بعد ومن المؤكد أن السوريين المسلحين بوعيهم الوطني وإرادتهم الصلبة وحبهم للحياة سيتغلبون على خفافيش الظلام والفضائيات وسيكسبون المعركة كما كسبوا معارك كثيرة خيضت ضدهم ..وإن غدا لناظره قريب..؟!!