صبرنا، وطالبنا من حولنا بالصبر، واستقبلنا قوافل الشهداء حتى أصبحت الشهادة موسماً أينع في قناعاتنا وأشرق في حليب أطفالنا وبقينا صابرين ومؤمنين بحلّ الأزمة والخروج من تفاصيل وجعها بأقلّ عدد من الضحايا، مقتنعين أن أي دم يسيل على الأرض السورية هو دمنا ونحتاجه لمعركةٍ أهمّ نذرنا لها وجودنا ولكن... أبى ذلك الغراب أن يعود إلى خرابه وراح يوزّع نعيقه في كل مكان في أرضنا الطاهرة وفوق ترابنا المقدّس حتى كاد يطغى على صوت عصافيرنا الجميلة فهل نبقى متفرجين؟
نزل السوريون الشرفاء إلى ساحات الوطن، أرادوا أن يجابهوا الصوت بالصوت حين كان ادّعاء الآخرين « سلمية.. سلمية» وعندما علا صوت رصاصهم الغادر طلب السوريون من حماة الديار أن يحموهم من إرهاب المرتزقة والمجموعات المسلحة، ولأن المقاتل العربي السوري هو أخي وابني وأبي، نبضه من نبضنا، ولأنه نذر نفسه لحمايتنا والدفاع عنّا لبّى النداء واستجاب لاستغاثة المتضررين فانبرى للإرهاب بكل عزيمة وإصرار فأنزل فيه ضربات موجعة وأحبط سيناريوهات تفتيت سورية.
جيشنا الباسل، الجيش العربي السوري البطل أثبتَ المثبت لدينا وهو أنه جيش عقائدي ملتزم بقضايا وطنه وشعبه، وأنه جسدٌ واحد من أصغر جندي فيه إلى أكبر قائد، وأن الجميع في خندق الدفاع عن سورية قلباً واحداً وروحاً واحدة، فبورك الجيش العربي السوري، وبوركت جباهه السمر التي أشرقت في الوقت الذي خطط فيه المتآمرون وتمنّوا لهذا الجيش أن يتشرذم وينقسم على نفسه ولكن هيهات لهم ذلك، فجيشنا المغوار ازداد تماسكاً وازداد التحاماً والتصاقاً بالشعب الذي خرج من صفوفه ونذر نفسه لقضاياه.
الآن، ونحن نعيش ذكرى تأسيس الجيش العربي السوري نستذكر بطولاته ونقف بخشوع أمام تضحياته، ونرفع القبعة احتراماً وتقديراً لانتصاراته، متوجهين إلى كل فرد من أفراده بالشكر والامتنان لأنه كان على الدوام سياج الأمة ودرعها الحصين والسند الحقيقي لقضاياها، والمدافع الأول عن مقدساتها.
الجيش العربي السوري الذي ردّ على كلّ تأويلات شياطين الغرب وعلى أمنياتهم البغيضة بثباته على عقيدته هو العملة الأهمّ في معركة صمود ووجود سورية وقد استطاع كسب الرهان لامن حيث أخلاقياته وعقيدته وحسب (وهذا الأمر لا نضعه على طاولة النقاش أبداً) وإنما من جهة جهوزيته واستعداده وسرعة تحرّكه الأمر الذي دبّ الرعب في قلوب الطامعين..
تحية السوريين الشرفاء لجيشنا الباسل، والرحمة لشهداء هذا الجيش وأمنيات الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، والتحية الأكبر لقائد هذا الجيش سيادة الرئيس المفدى بشار الأسد، وبمثل هؤلاء الميامين ستنتصر سورية وتبقى عزيزة سيدةً إن شاء الله.