ففي جامعة حلب أقيمت دورتان للرسم المعماري مدة كل منها أسبوعان لتدريب الطلاب المشاركين وتأهيلهم للدخول في الامتحان الذي سيحدد موعده لاحقاً. ومثلها فعلت كليات العمارة في جامعة دمشق، وجامعة البعث في حماة».
الخطوة ليست حدثاً مستهجنا بقدر ما هي ضرورة فرضتها طبيعة الدراسة في هذه الكليات وشرط القبول فيها الذي يعتمد بالدرجة الأولى على مهارات الطالب وتقنياته العلمية التي تؤهله ليكون طالباً مميزاً في كليات العمارة والفنون الجميلة التي تحظى بخصوصية تميزها وتميز طلابها.
المهم أن هذه الخطوة قطعت الطريق على ما كان يجري من مهارات لا تخلو من حالات ابتزاز لمكاتب خاصة /مراسم/ نشطت في ظل غياب الحضور المطلوب للكليات صاحبة العلاقة والمعنية أساساً بقبول الطالب وتنمية مهاراته في حال قبوله فيها، خاصة أن من كان يشرف على الدورات في تلك المراسم أشخاص على صلة بالكادر التدريسي في تلك الكليات، وكانوا من باب النفقة يبدون حرصاً على منتسبي مراسمهم ودوراتهم لقبولهم في المسابقة والنجاح فيها.
هنا تدخلت الجامعة لتقوم بدورها المنتظر، تمهيداً للعودة إلى سياسة القبول والتسجيل المباشر بعد تحقق شرط الكفاءة والنجاح بالامتحان التقويمي الذي يسبق على الغالب إعلان نتائج القبول بالمفاضلة.
ما نأمله أن تأخذ خطة التعليم العالي فرصتها في التطبيق مع التأكيد على شمولية تلك الخطة والتعاون مع وزارة التربية لتوجيه خيارات القبول منذ السنوات الدراسية ما قبل الجامعية، وبهذا تختصر المسافات وتصبح آليات القبول أكثر منطقية من المفاضلة المفتوحة على خيارات مغلقة.