ويأتي هذا النشاط بعيد موافقة مجلس التعليم العالي عن زيادة نسب القبول الجامعي في الجامعات السورية والمعاهد العليا والمتوسطة 10٪ عما كانت عليه العام الماضي وذلك بهدف إتاحة الفرصة أمام أكبر قدر ممكن من أبنائنا الطلبة الراغبين في إكمال دراساتهم الجامعية والمتوسطة في ظل ثوابت أكدت عليها سياسات التعليم العالي في سورية أساسها سياسة الاستيعاب والتعليم المجاني لكافة الناجحين في الثانويات العامة بفروعها العلمي والأدبي والشرعي والتجاري والصناعي وغير ذلك هذا الهدف وهذه الثوابت التي جاءت تحت عنوان ديمقراطية التعليم حيث سبق لوزير التعليم العالي الدكتور محمد يحيى معلا أن أكد في حديث له أن سورية مستمرة في توفير التعليم العالي المجاني وديمقراطيته للراغبين من أبنائها رغم مايشكل ذلك من تحد للوزارة في مجال تأمين البنية التحتية ومستلزمات العملية التعليمية وبناء القدرات وتأهيل الجامعات المحدثة لتقوم بواجبها بالشكل الأمثل .
الأولويات المتاحة
الوزير معلا تحدث عن أولويات عمل الوزارة مشيراً إلى أكبر تحد تواجهه والمتمثل في تزايد الطلب على التعليم العالي قياساً إلى نسبة الناجحين في الثانويات العامة والمتخصصة كل عام وارتفاع نسبة الراغبين في الحصول على مقعد دراسي في الجامعات الحكومية والخاصة.
وأكد أن الوزارة تعمل على رفع الكفاءة العلمية للتعليم العالي من خلال تحقيق الاعتمادية والجودة التي ركزت عليها خطة التعليم العالي الوطنية في مختلف مراحلها ..
وبين الوزير معلا أن ثمة تحديات لاتقل أهمية عما سبق تتمثل في العمل على تطوير نظام القبول الجامعي ومابعد الجامعي خاصة لطلبة وفروع الدراسات العليا التي تشكل العمود الفقري للبحث العلمي بحيث يتم استيعاب أكبر عدد ممكن من الراغبين في استكمال الدراسات العليا التي تستقطب المتميزين والمتفوقين من الخريجين..
كماأكد الدكتور معلا أن الوزارة تعمل على تطوير خطة القبول الجامعي بهدف زيادة عدد المقبولين واستيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب الراغبين بالانتساب للجامعات بمايحقق العدالة الاجتماعية ويخدم عملية التنمية .
وأكد أيضاً أن عدد المقبولين في التعليم العالي سيفوق ماتم قبوله العام الماضي الذي بلغ 180 ألف طالب في مختلف كليات ومعاهد التعليم العالي بالجامعات الحكومية والخاصة.
والوزارة ستقدم التسهيلات في منح التراخيص والموافقات اللازمة وافتتاح جامعات خاصة جديدة وإحداث كليات جديدة في الجامعات القائمة بمايحقق التنمية المستدامة خاصة في المناطق الشمالية والشرقية من سورية.
وبالنظر إلى ماذكره الوزير حول العدد المتوقع قبوله هذا العام في التعليم العالي وقرار مجلس التعليم العالي الذي أشرنا إليه أعلاه والمتضمن زيادة القبول بنسبة 10٪ عن العام الماضي نجد أن حوالي 200 ألف طالب وطالبة بانتظار التسجيل في الكليات الجامعية والمعاهد المتوسطة للعام القادم في الجامعات الحكومية والخاصة.
قبل صدور المفاضلة العامة!
مما تقدم وبعد الحديث عن جديد القبول الجامعي للعام القادم لابد من التذكير بمجموعة الإنجازات الجديدة التي تحققت لقطاع التعليم العالي حيث التوسع في الكليات القائمة والاختصاصات العلمية في مختلف الكليات والتوسع الأفقي الذي مدّ مظلة التعليم العالي لتشمل مختلف المناطق والمدن السورية عموماً تمهيداً لتحويل فروع الجامعات الأم في المحافظة الرئيسية إلى جامعات مستقلة علمياً تتمتع بخصوصية كاملة، خاصة بعد أن استكملت حيثيات هذا التوسع وباتت فروع الجامعات الأم في المحافظة تشكل ركيزة تؤهلها في زمن قصير لتصبح جامعات متكاملة تحقق الانتشار والخصوصية المناطقية، والتوسع في الاختصاصات العلمية، هذا غير الحديث عن تسهيلات التنقل بين الكليات المتماثلة في الجامعات الحكومية.
كما تجدر الإشارة إلى الدور الذي تلعبه نحو /17/ جامعة خاصة محدثة في المدن السورية رديفاً أساسياً للتطور العلمي العالي في سورية..
أمام كل ذلك لابد من الحديث أيضاً عن عدد المنتسبين لكل من التعليم المفتوح والتعليم الموازي، والجامعة الافتراضية السورية إضافة للتعليم العالي في الجامعات الخاصة كل ذلك يؤكد أهمية التوجه للعلم والإيمان برسالته لتنمية البلاد وضمان مستقبل أبنائها.
مايهمنا هنا أن وقتاً قصيراً جداً يفصلنا عن إعلان وزارة التعليم العالي عن معدلات الحد الأدنى للقبول بالمفاضلة الجامعية للعام الدراسي 2012-2013 القادم ومع ذلك هناك ثمة أسئلة قديمة جديدة ترافق كل إعلان وربما تسبقه يحملها الطلاب وزودهم في وقت تؤكد فيه مصادر التعليم العالي أن الخطأ غير مسموح به في مجال التفاضل الجامعي وليس هناك فرص إضافية تعطي للطالب حق الرجوع عن رغبة حددها في ورقة التفاضل كما لايحق للناجح في الثانوية العامة سوى فرصة وحيدة للتفاضل على مقعد /مجاني/ حسب تأكيدات وزير التعليم العالي، وإذا استفاد من مقعد هذا العام لايحق له الاستفادة من آخر في العام القادم حتى ولو لم يسجل في الرغبة التي حصل عليها ولو كانت علامته بالإعادة أفضل بكثير.
لذلك فعلى الطالب وذويه أن يحسموا أمرهم ويعيدوا دراسة خياراتهم عشرات المرات قبل أن يودعوها ورقة التفاضل فالعودة كما قلنا غير ممكنة.
كذلك عليهم أن يتأكدوا من رغبات أولادهم والمعدلات المنصوص عليها في إعلان المفاضلة وتحديد الكليات وتوزعها الجغرافي والانتباه جيداً، لأن حجة من أوجد هذه الطريقة تشير إلى أن مجرد حجز مقعد في المفاضلة وعدم الاستفادة منه يحرم طالباً آخر هذه الفرصة وهذا غير عادل.
أسئلة بانتظار الجواب
السؤال الآخر الذي يطرح نفسه عن دور لجان المساعدة واستقبال الطلاب الجدد التي يفترض أن تنجز مع إنجاز مراكز التسجيل للمفاضلة الجامعية، هذا الدور الذي يفترض أن يكون معنياً ومرشداً للطالب يحميه من الوقوع في الخطأ.. لكن ماذا يفعل طالب يقوم بالتسجيل عن بعد،وكيف يستفيد من خدمات هذه اللجان وهو بعيد عنها؟!.
كذلك بالنسبة لأبناء المحافظات الراغبين في التسجيل الجامعي والذين لم يتمكنوا من الوصول إلى المراكز التي ستحددها الوزارة لقبول الطلبات، ماذا أكدت لهم الوزارة من تسهيلات تختصر لديهم الوقت وتقدم لهم النصح والمعونة العلمية والخدمات التي يرتاحون إليها.
أسئلة كثيرة لانريد أن نسبق الزمن في طرحها لذلك نتركها لما بعد صدور إعلان المفاضلة الجامعية وعندها يكون المجال متاحاً لطرحها والوصول إلى جواب مسؤول عنها، وإلى ذلك الوقت نتوجه بالتهنئة للناجحين في الثانوية العامة بكافة فروعها.. مؤكدين أملنا أن تدور العجلة من جديد وتبدأ صفحة جديدة في دفتر التعليم العالي من كتاب سورية الحبيبة.