|
|
بابلونيرودا.. ساعي بريد.. مسرح العرض كان متميزاً عن جميع النواحي، بدءا بالأحداث، وانتهاء بالحشد الهائل من الجمهور والشخصيات البارزة التي حضرت العرض، وفي مقدمتهم الرئيس سيباستيان بينييرا. الجمهور لم يكن فقط من النوع الذي يعشق فن الأوبرا، بل من النوع الذي يعشق فن الغناء الأوبرالي، الأمر الذي يبرر امتلاء الصالة بالجمهور ونفاد التذاكر. ورغم جهل القسم الأكبر من الجمهور للعمل الأوبرالي «ساعي البريد» إلا أنه استسلم كلياً للعرض المبهر أمان.. وحضور دومينغو القوي على المسرح، هو الذي يعد أحد أبرز رموز الأوبرا في أيامنا هذه، ويعود تأثيره الواضح على الجمهور، في كل مرة يرتقي إلى المسرح، إلى بساطة شخصيته، وخفة حركاته وسهولة انتقاله من مشهد إلى آخر، ولتمتعه بلحظات في غاية الجمال، تمنح المناخ في عمق المسرح، لمسات سينمائية رقيقة ورائعة. وموسيقياً، يتحلى العمل الأوبرالي «ساعي البريد» بأسلوب رومانسي وشاعري.. بالإضافة إلى إيقاعات التانغو والأغنيات الوفيرة. إضافة إلى إمكانات دومينغو الأوبرالية العالية، وقوة الشخصية التي يؤديها، ومن المؤكد أن الدور قد تم تفصيله على مقاساته، ويتماشى مع مؤهلاته الصوتية، ما يمنح التبنور الإسباني القدرة على بعد نيرودا على المسرح. ويأتي تقديم العروض الخمسة لهذا العمل الأوبرالي في العاصمة التشيلية بعد أن حقق نجاحات كبيرة في أميركا عام 2010 وفيينا وباريس. ويتناول «ساعي البريد» الذي كتبه المكسيكي الراحل دانييل كاتان عن رواية «صبر شاق» 1985 للتشيلي أنتونيو سكارميتا، محاولات بابلونيرودا من أجل زرع حب الشعر في أعماق ساعي بريد من جزيرة إيطالية يعمل جاهداً لغزو قلب حبيبته.
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
