إنك تعتقد أنني مجنونة أنا لدي ما يكفيني!» ما يبدو أنه نهاية علاقة تتم في العلن هو في الحقيقة مشهد من مسرحية.
يقف وراء هذه المسرحية فرقة أكتروس (ممثلون في مترو الأنفاق) وتقوم فرقة التمثيل بالترفيه عن الضيوف في اثنين من أنفاق بيونيس آيرس بعروض تعكس الحياة اليومية، يقول دي روسا (أحد أعضاء الفرقة): إننا نختار موضوعاً يتآلف الناس معه، ثم نقول بأدائه بشكل هزلي على سبيل السخرية، وإلا فإن الجمهور سوف يضطرب، ويضيف: عملت في كل المجالات السينما والتلفزيون والإعلان، ولكن أكثرها صعوبة هي ميترو الأنفاق.
وتتفق معه زميلته مضيفة «أنت على خشبة مسرح الميترو في كل خمس دقائق يتغير الجمهور بشكل متواصل، وأنت لا تعلم رد فعلهم» وتقول أيضاً: «كل متفرج يصبح بشكل متعمد عنصراً في المسرحية، إننا دائماً نتفاعل مع الجمهور».
وفي مشهد مع زوجين يتناقشان اختارت ليفي راكبة وتفتح لها قلبها كما لو كانت تتحدث مع أحد أفضل أصدقائها، وفي نفس الوقت وفي الطرف الآخر من العربة يحاول دي روسا مغازلة امرأة أخرى.
وكسب المال هو جزء من الدافع وراء الجماعة ويقول دي روسا: «بعد أن تنتهي نقوم بتمرير قبعة لجمع النقود، العمل في ميترو الأنفاق يسمح لنا بأداء عمل نحبه، إنه وسيلة للعيش من التمثيل».
وبوينس آيرس لها تاريخ طويل من المسرح الذي يؤدى في نظام الميترو بالمدينة، فقبل عشرين عاماً، كانت فرقة سوبترانيا تؤدي عروضاً في الحافلات والقطارات وخطوط الميترو في الأنفاق، وتقول إحدى عضوات الفرقة: «هدفنا الرئيسي كان كسر الروتين.. فالكثير من الناس يأخذون نفس الرحلة في نفس الوقت كل يوم، هدفنا هو جعل هذه اليوم مختلفاً بعض الشيء..».
يقول أحد أعضاء الفرقة: شركة ميترو الأنفاق كان لديها ميزانية للثقافة وكانت فرقة سوبترانيا يستخدمه لتمويل المشروعات، وللأسف أغلق هذا المصدر.