إسماعيل خلف:
كاتب وشاعر وممثل ومخرج مسرحي، عضو نقابة الفنانين السوريين له عدد من النصوص المسرحية والمقالات النقدية ونال عدداً من الجوائز في سورية - وهولندا.
يعرض لعملية التوثيق هذه والتي قام بها المسرحي خلف.
عرفت مدينة الحسكة منذ بداية الثلاثينيات، حركة مسرحية نشطة أثارت حفيظة الفرنسيين فألفت عروض مسرحية لإدراكهم أن ما يقدم يمثل نوعاً من المقاومة بواسطة الكلمة والعقل.
من عناوين مسرحيات تلك الفترة: (مصرع الباغي القصيم) التي نجحت نجاحاً كبيراً، استفز الفرنسيين، ويعود الفضل في مثل هذه الأعمال التي بدأت قوية وجماهيرية لعبد الرزاق الأتاسي وأولاده (فؤاد - عبد القادر - حكمت) قدمت المسرحيات من قبل النوادي الرياضية والجمعيات الثقافية والأدبية، وساهمت الأندية الرياضية في العديد من المشاهد المسرحية.
وفي فترة الخمسينيات والستينيات يمكننا القول إن الحركة الفنية الرسمية بدأت عام 1957 بتقديم المسرحيات القصيرة الفكاهية والوطنية والاجتماعية عن طريق الفرق المدرسية والأندية وتقدم على مسرح التجهيز، وكانت تستقبل فرق وزارة الثقافة وفرق المسرح العسكري، وتم بناء مسرح مكشوف في مخفر الشرطة وقدمت مسرحيات كثيرة نالت الإعجاب مثل: أريد زوجاً ،وحلاق القرية، والفدائي الصغير، وبرزت أسماء كثيرة لناحية التمثيل والإخراج والتأليف، وانتشرت المسرحيات الصامتة، وشاركت المرأة في الحركة المسرحية بعد تأسيس الجمعية الوطنية 1959 وقدمت مسرحيات عديدة (الغفران - المليونيرة - اليتيم - زوج الاثنين..) وهي أعمال اتصفت بالشعبية الكوميدية.
وتميزت الحركة المسرحية بالحسكة في تلك الفترة بأنها مسرحيات فكاهية أو وطنية، لعب الوافدون من محافظات أخرى دوراً بتأسيس مسرح الحسكة.
الفنان الراحل فؤاد الراشد أول من قدم مفهوماً حقيقياً للإخراج وقتها، لقيت الحركة المسرحية اهتماماً من كل الكتاب والمثقفين والفنانين التشكيليين والأطباء والمحامين.
وفي السبعينيات وبداية الثمانينيات غادر الجيل المؤسس الحسكة (عصام المانع - فيصل الراشد - بكري الحصري - إبراهيم نجار) ما جعل الجيل الثاني يسكن وكادت الحركة المسرحية تنتهي لولا إسماعيل خلف فقد قام بتأسيس فرقة أسماها المسرح الجوال، وجالت على 32 قرية لتقديم عروضها.
من جديد بدأ المسرح ينتعش ورغم توقف المسرح الجوال إلا أن فرقة مسرح الخابور حلت مكانها بأول عمل (الفراعنة من جديد) واشتركت المسرحيات بالمهرجانات ونالت العديد من الجوائز، بظهور مجموعة من المخرجين استمرت الحركة المسرحية وأدى التنافس بين فرقتي مدينة الحسكة عبر مخرجها إسماعيل خلف ومدينة القامشلي عبر مخرجها وليد العمر إلى تطور العروض المسرحية في ظل وجود لجان تحكيم قادمة من دمشق أو من حلب (غسان مسعود - جمال سليمان - عارف الطويل - حسن دكاك - عجاج سليم.. إلخ).
ظهور ممثلين متميزين.. الحضور الواضح للجمهور في كافة العروض.. وخاصة النساء.
واستمرت نهضة المسرح في الحسكة في فترة التسعينيات، بعدد كبير من المسرحيات (الشهية) لإسماعيل خلف، (موكينبوت) وشاركت الفرق المسرحية في الحسكة بمعظم المهرجانات وحصلت على عدد كبير من الجوائز سواء لناحية الإخراج أو التمثيل نال إسماعيل خلف أغلبها، وبرزت مواهب تمثيلية، وحققت حالة حضور متميزة أمثال (ليلى سعدي - لوريت الخطيب) ومن الشباب (عبد الله الزاهد - عبد الغني سلطان) في هذه الفترة تعددت الفرق المسرحية (المركز الثقافي - الشبيبة - العمال)، تعدد المخرجون وتعددت أساليبهم (إبراهيم نجار - عصام المانع - بكري الحصري - فيصل الراشد).
وظهور مجموعة من المخرجين الشباب (عبد الصمد نزال - حمدوش - يونس خلف - خليل قطيني - أنور محمد) مع ملاحظة مشاركة واضحة للنساء.
ظهور مجموعة من الممثلين حققوا ظهوراً متميزاً (غزوان بريجان - محمد أمين رسول - فوزي نيازي - فريد الراشد - محمود حميدون).
التوجه نحو نصوص مسرحية من روائع المسرح العالمي والمحلي والعربي.
التوجه نحو مسرح الطفل، هذه فترة الثمانينيات ويسجل لها نهضة مسرحية كل المستويات على أعتاب الألفية.. استمرت الحركة المسرحية.. وشاركت الفرق المسرحية بالمهرجانات المسرحية وجالت الفرق بعروضها على جميع المحافظات السورية.
ولأول مرة أقيم المهرجان الثقافي المسرحي الأول بالحسكة 2006 وقدم فعاليات متنوعة من عروض مسرحية وندوات وتكريم الفنان فرحان بلبل وحفلات موسيقية على مستوى المحافظة.
رغم المعاناة وفقر الإمكانيات والأعباء الذاتية الكبيرة والنكران من قبل الكثير من الأشخاص لهذا المقدس الذي أسس المسرح.. تمكنت محافظة الحسكة من إثبات وجودها المسرحي على مستوى سورية.