شعريتهم « غرافتيكية » كتابة على حيطان غرفتهم أو شاشات موبايلاتهم, وأزقة قططهم وفيسبوكيات وتوتيريات كقطع نقود من الفئة الصغيرة يرمونها في فتحة صرف صحي أو في جهاز لبيع الدخان لمن هم تحت السن أو لعازف أصم يعزف بالإيماء, في مكان ما لا يعنيهم أن تستمر أو حتى أن تؤسس لنسق, فهم يرونها كذاتهم هوية لا يمكن التفاوض عليها ولكن لايمنع أن تُجنس!؟.
لغة سانشوية
يلحنون وهم إذ يفعلون ذلك يستحضرون التهمة القديمة «الشعراء المولدون » أولاد شوارع المدينة ولكنهم يزيدون في هذا المولد دلالة التقنية, حيث الرحم والحيوان المنوي والبويضة أشياء تستطيع شراءها من « السوبر ماركت العالمي للشعر» وهم إذ يفعلون ذلك لا يستطيعون الخروج من إكراهات اللغة التي فطروا عليها, يكتبون بالعربية كخط لا غير في حين الدلالة ككرة القدم تلعب بها كل ألوان القدم البشرية؛ هكذا تظهر السخرية وأكثر, التهكم كثيمة فاعلة وعاملة بالنص وكأن النص « نكتة» فاضحة يتداولونها بينهم بسرية أما ضحكاتهم, فتصل لِمَا فوق السماء السابعة؛ كل هذا جعل نصهم في حالة؛ كما ولدته أمّه, عارياً في سلة تحرسها قطط الواقع أمام مبّرة الأفق المغلقة.
نص سفاحي بجدارة أو كما قيل في سفر « ألوهيم في التوراة» كان آدم ذكراً وأنثى أو كفرانكشتاين مخلوق من كل قطع الغيار المتوفرة في التصنيفات الأدبية للأجناس, لقيط يتفاخر أنه ولد بعد موت أمه وأبيه.
نص قطني
يشرب ماء جسدهم المتفصد في قيظ الوجود, له رائحة تغيّر مزاجها مزيلات الرائحة المكتوب عليها غير مؤذية لطبقة الأوزون, فيه من موسيقا « البلوز » الكثير وأحيانا الثرثرة المجانية؛ أليس جلّ كلام البشرية يقع ضمن خانة الثرثرة
أوليست الثرثرة أول فعل تجريدي لحيازة الوجود؟, فالصياد في بداية انتصاب الإنسان العائد من قنص الوجود كان يزجي سهرته في الحكاية؛ إذاً هو حكايتهم لا حكاية الغير في «النحن» وإن ظهرت في نصوصهم هي, هم, في تعدد حالات هويتهم ولا تعني آخرين أو مشاركين فالجماعة مسقطة من حساباتهم لصالح الفرقة والفرقة إن ظهر عملها نتيجة لجهود أعضائها؛ لكن عمل كلّ فرد فيها مميز لدرجة إن تم إسقاطه, سقط العمل على غير منهج شعراء الجماعة. شعرهم هو قميص يوسف الذي يلقونهم على وجوههم الذاتية, فترتد إلى العماء وليس العمى ولا الإبصار.
همزة وصل أم همزة قطع؟
بل همزة « لكز» ولكز, تعني القتل وهم يلكزون الوجود, بابنة الفراش/ اللغة, لكن بإضمار عهرية, فتأتي لكزتهم كحجر, يرجمون به ساحة الوجود ويصرخون نحن بأخطاء وسنرجم, فالخطيئة حركة أولى للوجود ولا يجبّ الخطيئة إلا خطيئة, ينسخون شعراء وشعراً ويأتون بوجود جديد, ببنطال ينحدر عن الخصر كجلمود صخر حطه السيل من استعارة وتشبيه وكناية, فشعرهم ليس من كسل بل من ملل, يكتبون في لحظة الصفر, ينجزون شفوية جديدة تقوم على ثنائية (0 -1), شفوية الإشارة وكأنهم يعلمون أن الصوت قد ضاع ولم يبق غير عين يلوح لها من بعيد وهم يغرقون في الزحام.
من علب الكبريت التي يسكنوها إلى شعر كأنه أعواد ثقاب, تشعله, فيصلح لأمنية واحدة وفي الصباح سيجد المارة الذين يلبسون معطف «google « شاعراً متجمداً من كثرة الهاجرة.
لا يلكز الشاعر غير نفسه, فيرديها قتيلة ويفر كسرب من شجر المنغروف لم يعدّ الشعر يعترف بالأغراض ولا بمقولة الشعر للشعر بل هو نفس أخير يزفره ويموت ثم يكرر موته إلى أن يحيى في الممات.
Bassemsso91@gmail.com