ليسوا بحاجة إلى شهادة من أحد ولم ولن يحتاجوا الشكر كي يؤدوا واجبهم في الذود عن حياض الوطن... رغم ذلك قامت الدراما السورية سينمائيا وتلفزيونيا بإضاءة جزء يسير من تصوير قصص بطولات بعض الأبطال من جيشنا المغوار..ورغم قلة الأعمال الدرامية إلا أنها عكست الصورة الحقيقية لجيشنا العربي السوري البطل الذي ومنذ تأسيسه أبى إلا أن يسطر أبرز ملاحم التضحيات والفداء راسما لنا بكبرياء وشموخ العربي السوري لوحة عز وفخار منذ أن قدّم البطل يوسف العظمة روحه الطاهرة قربانا افتدى بها تراب سورية إلى ما يسطره اليوم جنودنا البواسل من بطولات..وإن كانت ملاحم تشرين البطولة هي الأكثر مروراً عبر درامانا فكيف ظهرت صورة الجندي العربي السوري في الدراما؟
لم تظهر صورة الجيش السوري من خلال الدراما إلا كما هي.. نقية.. طاهرة وفدائية تحب الوطن كما عهدناها وهذا ما شاهدناه في الفيلم التلفزيوني الولادة الجديدة بطولة رشيد عساف وعبد الفتاح مزين حيث نسي الجنديان الخلافات السابقة وتلاحما في مشهد رائع من أجل الذود عن الوطن عاكسين بذلك صورة الشاب السوري البطل والجيش القوي الذي ورغم كل شيء يبقى الوطن غالياً على قلوبهم وبمشهدية رائعة رأينا رشيد عساف يحمل زميله على أكتافه لينقذه غير آبه بالموت وغير خائف من عدو شرس ومحتل غاصب لأرضنا العربية وما هذه القصة إلا سطر من سطور البطولة المعروفة عن جيشنا الباسل المغوار ومعدنه الأصيل وبسالته في الشدائد.
كذلك رسخ فيلم عواء الذئب من إخراج شكيب غنام وتأليف خالد حمدي الأيوبي بطولة الشعب العربي السوري وانتماءه ومساندته للقوات الباسلة حيث ترك المدعو ذيب أبو عمر مصيره وهروبه ليسلّم الطيار للجيش العربي السوري الذي أسقط الطائرة الصهيونية ولاذ قائدها بالفرار ليقع بين يدي مواطن سوري متهم بقضية وهارب من السلطات ونتذكر الجملة الشهيرة للممثل صلاح قصاص عندما حادث زوجته قائلاً: (ألف حبل مشنقة ولا يقولوا أبو عمر خاين) هذه الجملة التي بقيت راسخة ولأن الجيش بنظر الشرفاء والوطنيين هو الحامي والعدو الصهيوني هو القاتل المغتصب.
وتبقى الأفلام الوثائقية التي تعرض هي التي أظهرت الجندي السوري أكثر من الدراما لأنها صورت رجالاً حقيقيين لا يخشون الموت وليسوا في حصة تمثيل بل في ساحات الوغى وقد استخدمت هذه اللقطات في الكثير من الأفلام بصورها الحقيقية كما أن الجنود في تعابيرهم يسطرون أسمى مشاهد الرجولة الحقيقية دون أن يتحكم المخرج أو الممثل في هذه التعابير.
ورغم ذلك تبقى الدراما السورية مقلة جداً بكل أشكالها سينمائيا وتلفزيونياً في عرض قصص الأبطال السوريين وتسطير ملاحمهم البطولية داخل وخارج المعركة ليعلمونا الوفاء والشجاعة والتضحية... كيف يكتب بدمه النقي رسائل الخلود للوطن وكيف يرسل روحه مع ملائكة السماء ليحمي عرين الوطن وطهر تراب سورية ونقاء ماء وهواء سورية الصمود.. فبوركتم ليوث سورية وبورك دمكم الطاهر المقدس.
كل عام وأنتم يا رجال هذا الوطن بخير.
كل عام وأنتم قناديل سورية المضيئة في وجه كل الكون.
كل عام وجيشنا حامي حمانا وأرضنا وعرضنا مسطراً ملاحم الرجولة معلما الأجيال جيلا بعد جيل أن الوطن خط أحمر لا يمكن المساومة عليه لأن تراب الوطن أغلى من كنوز الأرض ولأنه أطهر من أي أرض أخرى...فكل عام وأنتم جيشنا العربي السوري البطل.