ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو غضبا وعلا صوتاهما محذرين مما يسميانه مجازر في سورية على غرار ما حصل في اليومين الماضيين.
وقال الكاتب في مقال له نشرته صحيفة الاخبار اللبنانية أمس ان ما نشرته وكالة رويترز عن وجود قاعدة خاصة قرب مدينة أضنة جنوب تركيا حيث قاعدة أنجيرليك الاميركية لادارة الحرب في مدينة حلب باشراف ضباط أتراك وسعوديين وقطريين جاء ليعكس أسباب الغضب بل وحتى القلق التركي من أحداث حلب لان الحكومة التركية ومنذ بداية الاحداث في سورية راهنت على هذه المدينة ورسمت مخططات لتحويلها إلى بنغازي ثانية حتى يتسنى لها أن تعلن شمال حلب منطقة للحظر الجوي وتستطيع من خلالها تحقيق أهدافها انطلاقا من المدينة والمناطق المجاورة لها بعدما تحدثت أكثر من مرة خلال المرحلة الماضية عن حزام أمني أو منطقة عازلة داخل الاراضي السورية. وأوضح الكاتب أن هذه المعطيات تفسر الدعم المطلق منذ البداية للمجموعات الارهابية المسلحة عبر الحدود التركية السورية حتى تتمكن من السيطرة على اعزاز وادلب وعبرها حماة وحمص لتضييق الحصار على حلب ودمشق معا مشيرا إلى أن هذا الدعم تنوع بين العسكري واللوجستي والمادي الكبير جدا اضافة إلى اقامة مخيمات لهذه المجموعات في مدينة أنطاكيا.
وأضاف الكاتب ان صحيفة نيويورك تايمز الامريكية ومعها صحف بريطانية وفرنسية تحدثت عن وجود المئات من عملاء الاستخبارات الاميركية والبريطانية في جنوب تركيا وذلك لتدريب المقاتلين العرب الذين يأتون من الدول العربية ودفعهم إلى الداخل السوري بحماية تركية. وأشار الكاتب إلى أن موقع تركيا الجغرافي وحدودها مع سورية وهي بطول 900 كيلومتر وعلاقاتها الاستراتيجية مع أميركا والحلف الاطلسي كان أيضا دافعا معنويا لعناصر المجموعات الارهابية المسلحة ولاسيما أن أنقرة استضافت منذ الايام الأولى جميع مخيمات هذه المجموعات وكذلك مجلس اسطنبول وكل تحركات أعضاء هذا المجلس ظنا منها أنها ستكون صاحبة الكلمة الاولى والاخيرة في سورية. وشدد الكاتب على أن الرهانات التركية فشلت حتى الان بسبب اعتماد أردوغان وحكومته على معلومات قطرية وسعودية والتي ثبت كذبها بتغيير الاوضاع في سورية خلال فترة أقصاها 3 أشهر وكلما طالت هذه الاشهر زادت عصبية أنقرة التي راهنت على سقوط مدينة حلب خلال هذا الشهر وهو ان لم يتحقق فلن يكون سهلا على أحد الرهان بعد الان على مواقف أردوغان وداود أوغلو ولن يبقى لديهما ما سيقولانه أولا للمجموعات الارهابية المسلحة التي اعتمدت كثيرا على الوعود التركية وثانيا للرأي العام التركي بعد مضايقات أحزاب المعارضة لهما واتهامهما بالتآمر مع أميركا وقطر والسعودية ضد سورية والمنطقة عموما.
من جهته انتقد الكاتب الصحفي التركي اورهان بورسالي بشدة تدخل الحكومة التركية برئاسة رجب طيب اردوغان في الشؤون الداخلية السورية لافتا الى انه كان الاجدر بهذه الحكومة مساعدة سورية في اجراء الاصلاحات اللازمة وان تساعد على حفظ امنها واستقرارها.
وقال الكاتب بورسالي في مقال نشرته صحيفة جمهوريت التركية انه كان على الحكومة التركية اتباع سياسة تهدف الى حماية وحدة الاراضي السورية واقناع الغرب بهذا الخصوص ومنح الفرصة للحكومة السورية لتطبق الاصلاحات الديمقراطية ولعب دور في التطورات من خلال الدفاع عن استقرار سورية ومنع سفك الدماء فيها الامر الذي من شأنه الاسهام في ايجاد حل للازمة. واشار الكاتب الى ان حكومة حزب العدالة والتنمية سعت الى هدم العلاقات مع سورية بدلا من ان تلعب دورا يسهم في حل الازمة في سورية نتيجة خوفها من الولايات المتحدة الامريكية حيث برزت الحكومة التركية في موقفها المعادي لسورية بعد اصرار الولايات المتحدة وبريطانيا على تدمير سورية والتحريض على اشعال الحرب الاهلية فيها بعد العدوان على ليبيا.
واوضح الكاتب ان سياسة السلام التقليدية التركية ومصالحها الاقليمية والعالمية تتطلبان حماية استقرار ووحدة سورية معتبرا ان ما يهم حكومة حزب العدالة والتنمية فقط هو اقامة محور يمتد من تركيا الى سورية والسعودية بهدف فرض سيطرة الاسلام السياسي على المنطقة واقامة ديكتاتوريات اسلامية فيها لافتا الى تطابق سياسات حكومة اردوغان مع سياسات الغرب ومصالحه في المنطقة.
من جانبها أكدت صحيفة يورط التركية امس بالادلة الموثقة تورط الاستخبارات التركية في تنفيذ العمليات الارهابية المرتكبة في سورية مبرزة ايضا ايواء المجموعات الارهابية التي ترتكب مجازر بحق السوريين في المخيمات التي اقامتها الحكومة التركية على الحدود بدعوى مخيمات لاجئين.
وكشفت الصحيفة في شريط فيديو نشرته على موقعها الالكتروني قيام ارهابيين اتراك يتحدثون اللغة التركية بارتكاب اعتداء على مخفر قرية الشعبانية السورية بعد ان تسللوا عبر الحدود التركية الى القرية.
وقالت الصحيفة ان مقاطع الفيديو تظهر أن المعتدين من عناصر الاستخبارات التركية دخلوا الى قرية الشعبانية السورية من قرية قزيل تشات التابعة الى مدينة يايلاداغ التركية وان المجموعات السلفية المقيمة فيما يسمى مخيمات اللاجئين بمدينة يايلاداغ ابلغت اهالي المدينة بان عناصر من القوات الخاصة والاستخبارات التركية شاركت في هذا الاعتداء على المخفر كاشفة عن ان هذه المجموعات هي التي تعرض مقاطع الفيديو على سكان المنطقة المحليين.
واشارت المصادر المحلية الى ان مدينة يايلاداغ تحولت الى ملجأ لآلاف الارهابيين حيث لا تقوم الدولة التركية بحماية المواطنين الاتراك منهم ولا يتواجد عناصر من قوات الامن التركية في المدينة سوى الجنود المنتشرين على الحدود مؤكدة ان وجود هؤلاء الغرباء الذين لا يملكون اي هوية ولا يعرف عنهم اي شيء يثير قلق وخوف سكان المدينة واستياءهم.
واوضحت الصحيفة ان هؤلاء المجرمين يمارسون الضغط على السكان المحليين عن طريق عرض مقاطع الفيديو التي تظهر مجازرهم الوحشية لبث الرعب في قلوب الاهالي وتهديدهم بالاعتداء على المدنيين الذين اجبرتهم الدولة التركية على العيش مع هؤلاء المجرمين .
واوضحت الصحيفة ان الشاحنة التي اقلت الارهابيين الى القرية السورية تحمل عبارة بارك الله كتبت باللغة التركية مشيرة الى ان اهالي مدينة يايلاداغ افادوا بأن المعتدين انتقلوا الى قرية الشعبانية من مخيمات يايلاداغ وقاربياز لارتكاب هذه الجريمة الوحشية بحق الجنود السوريين وان قائم مقامية مدينة يايلاداغ هي التي دفعت تكاليف الشاحنة التي نقلت المعتدين.
ونقلت الصحيفة عن سكان المنطقة تأكيدهم ان العديد من المجموعات الارهابية المسلحة التي تقيم في المخيمات تسللت عبر الحدود التركية لترتكب اعتداءات ومجازر مشابهة في سورية حيث لم يتدخل الجنود الاتراك وعناصر الامن التركي لمنع تسللهم الى سورية.
ولفتت الصحيفة الى ان المعتدين كانوا يروون للجنود وعناصر الشرطة الاتراك الاعتداءات التي نفذوها بعدما يعودون من سورية.