وذكرت وكالة الانباء الصينية شينخوا ان الرئيسين هو وبوتين دعوا خلال المحادثات الرسمية التي عقدت بينهما في بكين أمس المجتمع الدولي الى مواصلة دعم جهود الوساطة التي يقوم بها مبعوث الامم المتحدة كوفي أنان وعمل بعثة المراقبة في سورية من اجل وضع نهاية للعنف.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وي مين أمس ان بكين وموسكو تعارضان التدخل الاجنبي في سورية أو تغيير النظام بالقوة.
ونقلت رويترز عن المتحدث قوله في افادة صحفية يومية ان البلدين على اتصال وثيق فيما يتعلق بالازمة السورية ويعتقدان أنه يجب أن يكون هناك وقف فوري للعنف مضيفا ان الحوار السياسي يجب أن يبدأ بأسرع وقت ممكن.
في السياق ذاته أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس ان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أكد خلال مباحثات اجراها امس في جنيف مع المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى سورية كوفي أنان أن خطة أنان هي أساس لا بديل منه للتوصل إلى تسوية سياسية دبلوماسية في سورية وينبغي على الاسرة الدولية تنسيق جهودها لتنفيذ هذه الخطة بصورة شاملة.
وقال بيان للخارجية الروسية أمس ان غاتيلوف الذي بحث مع أنان الوضع في سورية وافاق التسوية السياسية للازمة فيها شدد على انه يتوجب بهذا الصدد على جميع اللاعبين الخارجيين الذين لهم صلة بالوضع السوري أن يعملوا في اتجاه واحد ويكملوا جهود بعضهم بعضا.
واضاف ان روسيا الاتحادية من جانبها تقيم اتصالات فعالة مع السلطات السورية ومختلف مجموعات المعارضة لدفعهم إلى حوار سياسي من أجل اصلاح المنظومة السياسية للبلاد مشيرا إلى انه ينبغي أن تعمل على هذا النحو أيضا تلك الدول التي تملك تأثيرا على المعارضة.
كما أعرب البيان عن استعداد روسيا بالتعاون مع الشركاء الدوليين لمناقشة الصيغ الممكنة للاسهام الخارجي في تنفيذ خطة أنان السلمية بما في ذلك زيادة فعالية نشاط بعثة الرقابة التابعة للامم المتحدة مشيرا إلى ان أنان ايد هذه الافكار معربا عن الاستعداد لمواصلة اتصالات وثيقة مع الممثلين الروس بهدف التوصل إلى تسوية سياسية دبلوماسية في سورية.
وقال بوغدانوف ان روسيا تناقش مع المعارضة السورية جميع المسائل المتعلقة بخطة باعتبارها أساسا متفقا عليه للتسوية في سورية معربا عن خيبة أمل روسيا من اعلان ميليشيات ما يسمى الجيش الحر عدم الالتزام بوقف العنف المعلن عنه في سورية وفق الخطة.
وأشار بوغدانوف إلى ان مسالة اعادة تشكيل البعثة التابعة للامم المتحدة في سورية والمكلفة بمراقبة وقف العنف غير مطروحة حاليا.
موسكو تنفي وجود مباحثات
مع واشنطن حول مسألة النظام في سورية
أكد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أن روسيا لا تجري أي مباحثات مع الولايات المتحدة بصدد مسألة النظام في سورية.
ونفى بوغدانوف في تصريحات لوكالة نوفوستي في سياق تعليقه على تصريحات واشنطن حول بحث خطط بشأن القيادة السورية قيام روسيا بأي مباحثات في هذا الشأن مضيفا ان هذه المسائل يجب ان يبحثها السوريون وليس احد غيرهم.
واشار المسؤول الروسي الى ان روسيا في الوقت الحالي تجري مباحثات مكثفة مع جميع الشركاء الاجانب بينهم الولايات المتحدة بصدد الوضع في سورية قائلا نحن نبحث مع شركائنا لتفعيل المجتمع الدولي من أجل تنفيذ خطة كوفي أنان وعمل المراقبين الاممين في سورية بأكبر قدر من الفعالية للخروج من حلقة العنف في هذا البلد.
واضاف بوغدانوف ان موسكو تعرب عن خيبة أمل من قرار ما يسمى الجيش الحر الرافض لتطبيق خطة أنان قائلا انه محزن طبعا وفي غاية السلبية.
واشار الى ان روسيا تبحث مع المعارضة السورية هذه القضايا وان خطة أنان اساس متفق عليه لتسوية الوضع في سورية.
واكد بوغدانوف ان قضية اعادة تنظيم بعثة المراقبين في سورية لم تطرح مشيرا في الوقت ذاته الى أنه حاليا يتم البحث في مسألة تقديم مروحيات لبعثة المراقبين معيدا للاذهان ان هذه النقطة كانت قائمة منذ البداية.
واضاف ان المباحثات بين أنان والسلطات السورية جارية في هذا الصدد وان قسما من المواصلات تم تقديمه للمراقبين.
وقال المسؤول الروسي انهم المراقبون مهتمون بالحصول على المروحيات وكانت هناك خيارات عدة لهذه المسألة.. كتوريد المروحيات من الخارج او استخدام مروحيات عسكرية ومدنية محلية يرسم عليها شعار الامم المتحدة.
واوضح بوغدانوف ان وفدا من الخارجية الامريكية برئاسة فريدريك هوف المنسق الخاص للشؤون السورية سيصل الى موسكو خلال الاسبوع الجاري لبحث الازمة السورية.
وقال ان المباحثات تجرى على مستويات اخرى ايضا ونحن التقينا بنواب وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون المعنيين بشؤون الشرق الاوسط وسورية.
من جانبه أكد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أن مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى سورية كوفي أنان يعتبر أنه من أجل تنفيذ خطته يجب الحصول على تأييد أوسع من قبل اللاعبين الخارجيين وبالاخص ممن يستطيع التأثير على المعارضة السورية ودفعها إلى اتخاذ موقف بناء أكثر.
ونقل موقع روسيا أمس عن غاتيلوف قوله تعليقا على نتائج مباحثاته مع أنان أمس الاول انه من بين هؤلاء اللاعبين المعروفين للجميع تلك الدول المؤثرة بشكل مباشر في الشؤون السورية مثل جيرانها والدول الغربية المحورية.
وأضاف نسعى إلى أن نكون شركاء عادلين وأن ننفذ التزاماتنا بشكل كامل بالعمل مع الحكومة السورية والمعارضة معا.
ونريد رؤية الشيء نفسه من شركائنا الغربيين الذين يملكون تأثيرا على المجموعات المعارضة.
وأوضح غاتيلوف أن الصعوبات في الاتصالات بين المجتمع الدولي والمعارضة تكمن في تشتتها وعدم وجود قاعدة موحدة لديها.
وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي عن اعتقاده بوجود امكانيات للسلام في سورية وخلق ظروف مناسبة لاجراء عملية سياسية.
الخارجية الروسية: المعارضة المسلحة
في سورية تعمل على افشال خطة أنان
بدوره اكد الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ان اعلان المعارضة المسلحة في سورية رفض الالتزام بخطة المبعوث الدولي كوفي أنان للتسوية السلمية في البلاد هو محاولة لافشال الجهود الدولية للتسوية.
وقال لوكاشيفيتش في تصريح لوكالة انترفاكس الروسية للانباء تعليقا على ما قاله المتحدث باسم ما يسمى الجيش الحر حول فك الالتزام بخطة أنان ان مثل هذه التصريحات تثير قلقا شديدا لان الحديث يدور في جوهر الامر حول تخلي الفصائل المسلحة للمعارضة السورية عن التزاماتها بموجب الخطة التي ايدها مجلس الامن الدولي للتسوية السلمية في سورية.
واضاف المتحدث انه يجري تجاهل الحدث الاهم على هذا الطريق وهو وقف العنف الذي تم الاتفاق عليه يوم 12 نيسان ونحن نرى في ذلك سعيا الى افشال الجهود الدولية للمساعدة على الانتقال من المجابهة الى عملية سياسية بما في ذلك احباط عمل بعثة الامم المتحدة للرقابة التي انجز نشرها بالكامل خلال الايام الاخيرة وفقا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 2043.
واضاف المتحدث اننا نضطر للقول اننا نرى نزعة وهذه النزعة سيئة وخطيرة مشيرا الى انه الى جانب التصريحات الآنفة الذكر تم الاعلان عن تشكيل مجموعة مسلحة غير شرعية اخرى اطلق عليها اسم جبهة ثوار سورية.
وقال ان هناك تطورات ميدانية حيث يقتل في سورية يوميا افراد من جنود وضباط الجيش النظامي السوري جراء هجمات المسلحين الذين يخرقون نظام وقف العنف.
واعتبر المتحدث ان هناك علاقة بين هذا الامر ودعوة المعارضة لادخال قوات حفظ السلام الى سورية وقال يجب ان يأخذ المجتمع الدولي عبرة من فرض حظر الطيران على ليبيا.
واضاف ان مثل هذا السيناريو ليس ممكنا إلا عندما تحظى التشكيلات المسلحة غير الشرعية بدعم معنوي من الخارج ويجري تزويدها بالسلاح والذخيرة وتمويلها.
وذكر الدبلوماسي الروسي بموقف موسكو التي لفتت مرارا الانتباه الى عدم جواز مثل هذا الامر وكانت ولا تزال تدعو كل الاطراف السورية والجهات الخارجية الى التمسك الصارم بمنطق خطة أنان وخوض لعبة نزيهة وعدم السعي الى استغلال الهدنة من أجل زيادة قدرات المسلحين.
وحذر المتحدث العواصم العالمية من خطورة اعمالها متمنيا ان تدرك تماما خطورة ولا أخلاقية الاعمال الرامية الى اراقة الدماء على نطاق أوسع في سورية.
السفير الصيني في الامم المتحدة : مهمة
أنان هي القناة الرئيسية للحل السياسي
من جانبه دعا السفير الصيني لدي الامم المتحدة لي باو دونغ الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي الشهر الجاري إلى تقديم الدعم والتعاون الكاملين لجهود أنان ومعارضة اي كلمة او عمل ضد جهوده باعتبار ان مهمته هي القناة الرئيسية تجاه الحل السياسي للازمة في سورية.
ونقلت وكالة الانباء الصينية شينخوا عن باو دونغ قوله خلال مؤتمر صحفي في مقر الامم المتحدة في نيويورك امس الأول ان الحل السياسي للازمة في سورية يمر الان بمرحلة حاسمة داعيا إلى دعم عمل بعثة المراقبين الدوليين في سورية والتأكد من انها تنفذ تفويض مجلس الامن والتطبيق الفوري والكامل لخطة أنان من قبل الحكومة السورية والمعارضة وفقا لمبدأ الموضوعية والنزاهة والتوازن والتخلي عن جميع اشكال العنف والبدء بعملية سياسية في اسرع وقت ممكن.
وفيما يتعلق بمجزرة الحولة قال باو دونغ ان الصين تدين بقوة هذا الحادث وتدعو إلى اجراء تحقيق شامل فيه وتقديم المسؤولين عنه للعدالة مشيرا إلى ان الحادث يؤكد الحاجة الملحة لوقف العنف في سورية وتطبيق خطة عنان.
وأضاف باو دونغ انه في هذه اللحظة العصيبة يتعين على المجتمع الدولي تعزيز ثقته ومواصلته دعم جهود مهمة أنان موضحا اذا ترددنا واحجمنا عن حل هذه المشكلة فان العنف سوف يستمر وسيؤدي إلى المزيد من الصعوبات التي يواجهها الشعب السوري.
وفي بيروت جدد سفير الصين في لبنان وو كسيان دعم بلاده لحل الازمة في سورية عن طريق الحوار.
واكد وو في محاضرة حول الصين ومكانتها ودورها وذلك في المركز الاسلامي الثقافي ومنتدى الحوار ثبات موقف بلاده الداعي الى حل الازمة في سورية عن طريق الحوار والتفاهم بين ابناء الشعب ودعم خطة المبعوث الدولي كوفي أنان لحل الازمة.
واشار وو الى ثوابت سياسة الصين الخارجية تجاه العلاقات الدولية ومجريات الاحداث في المنطقة والعالم لاسيما بعد صعود الصين كلاعب أساسي على المسرح الدولي من الناحيتين السياسية والاقتصادية وزوال الاحادية القطبية التي قادتها الولايات المتحدة في الحقبة التي تلت انهيار المنظومة الاشتراكية.
كما أكد السفير الصيني حق الشعوب بالتغيير وتحسين ظروفها دون أن يؤدي ذلك الى تدمير بنى الدول وتخريب اقتصادها وضرب استقرارها.