(عضومجلس الشعب) رحمه الله, أصرت على إكمال المشروع الثقافي الذي تبناه, لتبدأ بمشروع ثقافي هام بالنسبة لمنطقتها وتعلن مع زملائها إشهار جمعية مداد الثقافية في طرطوس, في خطوة ثقافية هامة أثبتت جدارة وصلابة المرأة السورية المثقفة في بناء المجتمع وتطويره.
ومن خلال لقاء جمعنا مع السيدة عبد الرحمن تعرفنا أكثر على الجمعية وأهدافها وآلية العمل فيها, هذه الجمعية التي حصلت على ترخيص من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل هذا العام برقم 2407 تاريخ 22\7\2019.
السيدة لبانة رئيسة مجلس إدارة جمعية مداد الثقافية حدثتنا عن الجمعية قائلة: نشاط الجمعية يتناول محافظة طرطوس وتتركز أعمالها في مجالات الثقافة والتسلية والآثار والرياضة أما ابرز أهدافها فهي اكتشاف ورعاية الإبداع والمواهب لدى الفئات المستهدفة (الأطفال والشباب والمثقفين والمبدعين..),
في محاولة لبناء الإنسان الذي يحمل كل القيم والأخلاق والقادر على بناء المجتمع بشكل سليم, بالأخص فئة الشباب وهنا لا بد من التركيز على تنمية العقل الشبابي وصقل مواهبه وتزويده بثقافة الحوار الحضاري, وتوعيته بدوره بالعمل التطوعي لبناء المجتمع, فالعمل التطوعي هام جدا في عملنا وهنا دور الجمعية وبرأيي طبيعة العمل التطوعي قائمة على إيمان الانسان بالعطاء وإحساسه بمسؤولية تطوير مجتمعه والسموبه لدرجة متقدمة من الوعي والرقي الفكري.
«مداد» صقل للمواهب..
أمين سر الجمعية الشاعرة علا عبد الله أشارت إلى أن الجمعيات تقوم بعمل توعوي في المجتمع حيث تشكل إطارا وصيغة لتبادل الرؤى والآراء وتخلق بيئة مناسبة لاحتواء الجيل الجديد وتنمية وعيه الاجتماعي والثقافي بالإضافة إلى أنها تستثمر طاقاته بالشكل الأمثل وتوجهها بالشكل الصحيح.
وأضافت: جمعية مداد نشأت بعد ثماني سنوات من الحرب خلقت جيلا لم يشهد سوى صور القتل والدمار والتشرد, كبر الاطفال على صور الأبنية المحطمة لا الأراجيح الملونة وعشش في ذاكرتهم صوت الرصاص لاتغريد العصافير, وهنا جاء دور المعركة الثقافية لتبني البشر فالهدف القريب للجمعية البحث عن المواهب الكامنة خلف جدران المنازل ورعايتها وإطلاقها للضوء.
وأشارت الشاعرة عبد الله إلى تنوع الاختصاصات بين الأعضاء المؤسسين للجمعية كالرسم والفنون الشعبية والتربية والطب والهندسة والقانون والأدب وغيرها.. ليشكل هذا الفريق فيما بعد جيشا ثقافيا قادرا على الوصول إلى المجتمع والتأثير فيه وتطويره.
وعن كيفية تحقيق الجمعية لأهدافها أوضحت السيدة لبانة: يتم العمل على مجموعة أنشطة ثقافية وتعليمية وتوعوية كإقامة الدورات التدريبية للأطفال والشباب في مجال مواهبهم المختلفة وإقامة الندوات الفكرية والدورات التدريبية بمجالات التنمية البشرية وبناء الذات, والمسابقات وتشجيع المواهب, إضافة لإحياء عروض ثقافية وفنية وإقامة الملتقيات والمهرجانات وورشات العمل والمشاركة في إحياء المناسبات الوطنية والاجتماعية.
نوادي الجمعية والإعلام
ونشر ثقافة العمل التطوعي
تتوزع الأدوار كل حسب اختصاصه وتتم الاستعانة بالمختصين أيضا ويقسم عمل الجمعية إلى نواد فهناك النادي الإعلامي للجمعية هدفه التعريف بالجمعية والتواصل مع المجتمع وإعلامه بنشاطات الجمعية وتوثيق نشاطاتها والتنسيق مع الجهات والجمعيات المحلية, هنا لا بد من القول إلى إن دور الإعلام مهم جدا في نشر ثقافة العمل التطوعي بالإضاءة على التجارب الناجحة لتكون حافزا للآخرين.
إضافة لنادي المواهب الأدبية الذي يضم الموهوبين والمدربين الذين يشرفون على مواهب كتابة الشعروالنثروالقصة والمسرح غيرها.. ونادي المسرح والموسيقا الذي ينظم الموهوبين في فرق مسرحية وموسيقية ويشرف على تدريبهم ومشاركاتهم بالإضافة إلى نادي الفنون اليدوية والتشكيلية.
كان لنا تجربة سابقة في هذا الخصوص فقد أسسنا فرقة (إبداع) ضمت أطفالا وشبابا موهوبين في الرقص الشعبي والعزف والغناء الفردي والجماعي وشاركت في مهرجان الدريكيش السياحي وفي حفلة إشهار الجمعية في المركز الثقافي بطرطوس.
وبالنسبة للجمعية فتوفر مكان لممارسة أنشطة للموهوبين هوجل ما ترجوه الجمعية وأعضاؤها إضافة للدعم من قبل المعنيين والمهتمين بالثقافة.
في ختام اللقاء تمنى أعضاء الجمعية أن تكون جمعية مداد في المستقبل جزءا من الحراك الثقافي بالمجتمع وأن تساهم في تنشيط الساحة الثقافية والمحافظة على تراثنا الجميل وبناء الصورة المشرقة التي تعكس الحضارة السورية العريقة.