بعد أن عجز منتخب الناشئين عن التأهل لكأس آسيا لثلاث دورات متتالية، مقابل عجز شباب كرتنا عن التأهل لأربع نسخ متلاحقة من النهائيات الآسيوية)، وكذلك وجود مدربين بإمكانات متواضعة وبسيرة تدريبية لا تتضمن أي إنجازات وتفتقر للخبرات على رأس الأجهزة الفنية لهذه المنتخبات، يطرح عدة أسئلة حول ماهية الأسس والمعايير والأسباب التي تدفع أصحاب الشأن والحل والربط في كرتنا لتعيين هذا الاسم أو ذاك كمدير فني لأي منتخب، وهل تأخذ هذه الأسس والمعايير بحيثيات الكفاءة والخبرة والأحقية والاختصاص والاجتهاد لدعم خطوة تعيين سين أو عين من المدربين، أم أن موضوع التعاقد مع مدرب معين يقوم بناء على معطيات أخرى كالمصالح المتبادلة والعلاقات الشخصية.
لسنا في صدد استعراض بعض الأسماء التي تناوبت خلال السنوات القليلة الماضية على قيادة منتخباتنا الكروية بفئتي الناشئين والشباب، ولا يعنينا بصراحة لا من قريب ولا من بعيد سوى مصلحة هذه المنتخبات و عودة كرتنا إلى الواجهة القارية على مستوى الفئات العمرية، ولكننا نطرح تساؤلات منطقية ننتظر وجود إجابات شافية ووافية عليها لتبرير تعيين أجهزة فنية، أقل ما يقال فيها أنها متواضعة ودون الطموح على رأس منتخباتنا الوطنية.
على أي أساس تم تعيين مدرب منتخب الشباب وهو الذي لم يسبق له خوض أي تجربة مع منتخبات الفئات العمرية، وعلى أي أساس وافق أصحاب القرار على تسميته رغم أن أحداً لا يعرف تاريخه التدريبي الذي يؤهله ليكون على رأس الجهاز الفني لمنتخب وطني ؟!.
وعلى أي أساس تم تعيين مدرب منتخب الناشئين رغم افتقاره الخبرة اللازمة للعمل مع هذه الفئة، و رغم عدم متابعته للمواهب الموجودة بهذه الفئة نتيجة عمله خارج القطر معظم الأشهر والأسابيع الماضية.
بصراحة فإن عدم وجود ما يبرر تعيين هذا الاسم أو ذاك يثير عدة تساؤلات، كما أن تجاهل المدربين والخبرات الحقيقية التي لها باع طويل في العمل مع منتخبات الناشئين والشباب، يؤكد أن أسس اختيار مدربي منتخباتنا الوطنية مقلوبة ولا تقوم على جزئيات وتفاصيل علمية تأخذ بحسبانها الفائدة المرجوة لكل منتخب نتيجة تعيين هذا المدرب أو غيره، وإنما تقوم على تفاصيل أخرى تلتفت للعلاقات والمصالح الشخصية، وإلا فليتفضل أصحاب القرار بالكشف عن الأسباب الموجبة لتعيين مدربين بإمكانات وقدرات عادية في أحسن الأحوال.