ما جاء في تقرير بعثة المراقبين العرب من حقائق تؤكد التزام الحكومة السورية بتنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة، وتفضح الدور التخريبي لمجلس اسطنبول ومن يأتمر بأمره من العناصر التخريبية في الداخل، فعمدت بداية إلى سحب مراقبيها، ثم ضغطت لتعليق عمل البعثة وإنهاء مهمتها الناجحة، وقررت الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي بحثاً عن تدويل الأزمة واستدراج عروض التدخل الخارجي في شؤون سورية، في تماه سافر ومعلن مع المخطط الأميركي الصهيوني الذي يستهدف آخر قلاع المقاومة والعروبة.
فلم يعد سرا أن هؤلاء المستعربين الطارئين على العروبة والإسلام من ذوي الميول التكفيرية والإرهابية هم من وقفوا منذ البداية مع الجماعات الإرهابية في سورية، وأمدوها بالمال والسلاح، ووفروا لها الدعم السياسي والإعلامي وجندوا لها عشرات المحطات الفضائية التي تحرض على القتل والفتنة على مدار الساعة، لذلك لم يكن مفاجئا أن يقزموا دور الجامعة العربية ويلجؤوا إلى مجلس الأمن لتدويل الأزمة السورية متذرعين بالحرص الكاذب على الدم السوري وهم الذين أفتوا مرات عديدة بإراقته عبر منابر الفتنة وقنوات التحريض.
وكان لافتاً منذ لحظة تجاهل تقرير الدابي، والتطاول على السيادة السورية بقرارات رفضتها الغالبية العظمى من الشعب السوري، قيام الإرهابيين المستأجرين بتأجيج عدوانيتهم وحقدهم وإجرامهم ضد السوريين على نحو غير مسبوق وكأنهم تلقوا أمر عمليات جديداً ، فاستباحوا حرمات بعض المدن والأحياء والقرى، واستهدفوا ممتلكات الدولة والشعب بمزيد من التدمير والتخريب بهدف تسعير الحالة الأمنية والفوضى إلى الحد الذي يبرر لبعض الجهات والدول المتآمرة تمرير بعض القرارات التي تلحق الضرر والأذى بالدولة السورية.
ولكن بعدما تكشفت خيوط المؤامرة الخبيثة، وأسفر أصحابها عن وجوههم الحاقدة والقبيحة، وبات لعبهم المكشوف يهدد أمن واستقرار وتماسك المجتمع السوري لم يعد ثمة مناص من الحسم وملاحقة المجرمين إلى مخابئهم وأوكارهم، وهذا هو المطلب الجماهيري الذي صدحت به حناجر الملايين في مختلف المحافظات قبل أيام ، إذ لم يعد من المقبول السماح لفئة قليلة ضالة خانت الوطن والشعب وباعت نفسها للشيطان أن تملي إرادتها وشروطها على الشعب السوري الذي صنع الأمجاد والانتصارات على مر التاريخ وأثبت أنه أهل المقاومة والتضحية حين تواجهه المحن ويناديه الواجب.