تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدروس الخصوصية ... ما بين الحلم العائلي والواقع التربوي الجديد..!

مجتمع
الثلاثاء 31-1-2012
وصال سلوم

باتت مشكلة تدريس الأولاد الهم الأكبر للأهل.. وكأن طقوس البيت هادئة وإيجابية جداً لا ينقصها همٌ.. لا مادي ولا معنوي حتى يكدرها هم جديد وهو دراسة الأولاد وتحصيلهم العلمي فيما بعد..

‏‏‏

ومن الطبيعي أن نلاحظ إنشغال العائلة بطالب الشهادة وإعطاؤه الحيز الأكبر من الاهتمامات.. وخاصة المادية.. فجمعية الموظفين و«مطمورة» الولد ستكون لدروس التقوية التي تبدأ من صف الحادي عشر والثاني الاعدادي إلى شهر المراجعة..‏‏‏

لكن أن تتحول مأساة الدراسة إلى شمولية الصفوف الدراسية فهذا الجديد علينا وعلى أحاديثنا التي باتت شبه شاملة عن معاناة الأهل في توفير الأستاذ المناسب والمال اللازم لدروس التقوية..‏‏‏

وعدم فهم الطلاب للمنهاج الدراسي وكأنه طالب جاء من الفضاء ولم نكن فيما سبق مثله طلاب.. ندرس ونفهم من الاستاذ دون الرجوع لا لمن يشرح لنا درس لغة عربية أو يحل لنا مسألة حساب..‏‏‏

فهل المشكلة تكمن في الاستهتار الكبير من الوالدين حد ترك إحدى مسؤولياتهم تجاه الأبناء لشخصنة المعلم كي يرتاحوا ضميرياً أمام كارثية القبول الجامعي لاحقاً..‏‏‏

أم إن المعلم بات شخصية مادية بحتة.. يعتمد على الدروس الخصوصية في أكل عيشه لا ليرضي ضميره..‏‏‏

أم هو المنهاج الجديد..‏‏‏

أم هو وعلى الأرجح دلال زائد لأولادنا في زمن العصرنة والعولمة وكمالية الكماليات... هي السبب الأكبر؟!!‏‏‏

أفضل الدروس الخصوصية‏‏‏

عبير سليمان أولادها طلاب ابتدائي وتبرر إيجابية الدروس الخصوصية بالتالي:‏‏‏

‏‏‏

أنا مع الدروس الخصوصية طالما أنها ستحقق لابنتي الفائدة التي أرجوها ووالدها.. وخاصة مع المنهاج الجديد والأسلوب التعليمي الذي لم أعتد عليه.. إضافة إلى لامبالاة المعلم بتدريس الطلاب لأنهم لو كانوا كذلك لما احتجت أنا وجاراتي وقريباتي إلى التعاقد مع مدرسين لتقوية دراسة أولادنا.. وربما أنا مشكلتي صغيرة إذا ما قيست بمعارفي فابنتي أعطيها دروساً في اللغة والرياضيات أما صديقاتي فهناك معلم لتقوية أولادهم بكل الدروس..‏‏‏

وأضافت: أظن أن الدروس الخصوصية مرتبطة بالأحوال المادية التي تحسنت للناس بشكل عام.. حيث بالسابق لم تكن دارجة - دروس التقوية- بسبب الأوضاع المادية السيئة وكثرة الأولاد بالبيت الواحد..وعدم انشغال الوالدين بكماليات الحياة عن أولادهم..‏‏‏

أما اليوم فالأهل ينشدون المستقبل الزاهر لأطفالهم حتى ولو كانت بالاستعانة بمساعدة معلم أو أكثر.‏‏‏

المفاضلة الجامعية هي السبب‏‏‏

السيدة ميرفت خيربيك تؤكد على ضرورة الدروس الخصوصية وإيجابيتها معللة ذلك بقولها:‏‏‏

عندي ابنتي طالبة شهادة إعدادية وابني طالب حادي عشر وصغيرهم في الأول الإعدادي ونتيجة الإهمال لأكثر من معلم في طريقة إعطاء وشرح الدروس مع التوازي بتغيير المنهاج الذي حتى وإن كان جيداً إلا أن المدرس لم يأخذ حقه في التدريب على إعطائه وشرحه.. فأسبوع تدريبي أشك أنه يخلق استاذاً ملماً بمنهاج جديد مكون من مئات الصفحات..‏‏‏

وطالما أنني وزوجي نأمل المستقبل الناجح لأولادنا نعمل ما نستطيع من أجل تحقيق ذلك.. وخاصة بعد ارتفاع المعدلات بشكل كبير في الأعوام السابقة وحتى مع وجود الجامعات الخاصة فهذا لم يحل مشكلة لأنها هي كذلك تعتمد العلامات العالية في الشهادة الثانوية..‏‏‏

كل هذا يجعلني أؤكد على ضرورة وجود المدرس الخصوصي وخاصة لطلاب الشهادة كي لا أقع بفخ تأنيب الضمير إن لم يستطع ابني دخول الكلية التي يتمناها.‏‏‏

وأتمنى على المعلمين الاعطاء بضمير مع عدم التعميم لأنني أدرك وجود أكثر من معلم ناجح باجتهاد ذاتي منه وضمير حي.. يدرك أنه صاحب رسالة وأن طلاب صفه كأبنائه.. ويمثلون شباب المستقبل الذي سيكون ناجحاً بهم ومتطوراً بهم... اقتصادياً واجتماعياً وعلمياً.. المستقبل الآمن الذي نأمله لهم وخاصة بعد انجلاء هذه السحابة السوداء عن الوطن الذي لا يستحق إلا التعظيم.‏‏‏

طالب الشهادة واستاذه يحتلان المنزل‏‏‏

السيدة منتهى ديب تتمنى وجود البديل طالما أن المدرس يحتاج المال الذي لن يتوفر عند الجميع وتقول:‏‏‏

أنا مع تهيئة الظروف المناسبة لابني لدخوله أفضل الجامعات وطالما أن مدرسه في المدرسة لا يستطيع ايصال المعلومة بشكل جيد من البديهي سأبحث عن حل بديل.. وهو المدرس الخصوصي أو معهد تقوية بالتأكيد إلا أنني أشعر بالحزن للحال الذي وصلنا له.. فسابقاً كان المعلم يعطي من قلبه وكأنه يدّرس ابنه أما اليوم فهي ساعة زمن يعطي فيها - بعض المدرسين - الحصة كيفما كانت لأنه مرهق وضجران من كثرة الاعطاء والتدريس بعد ساعات الدوام ولا يهمه إن فهم أو درس الطلاب طالما أن البديل عندهم موجود.. في استحضاره إلى البيت ساعة زمن مدفوعة الثمن.‏‏‏

لكن ماذا سيحصل للطالب ابن الأوضاع الاقتصادية السيئة الذي لن يستطيع دفع المال ليدرس في بيته؟‏‏‏

وأنا الأم التي تبحث عن مستقبل مشرق لأولادي ماذا عن معاناة منزلي لسنة كاملة مع الدروس الخصوصية حيث يصبح البيت كله رهن الحصة الدرسية لطالب الشهادة فأوقاتنا مرهونة بساعة حضوره وذهابه.. والبيت يبقى مأسوراً محتلاً من قبل الطالب والأستاذ لأكثر من ساعة زمنية ولأكثر من حصية درسية.. أتمنى أن تنتهي السنة الدراسية بخير هذا العام وتكون أوضاع البلد بأفضل حال.. وشهادة ابني بأعلى العلامات إن شاء الله..‏‏‏

مابين مؤيد ومعارض‏‏‏

نترك الموضوع برسم المسؤولين في وزارة التربية.. لاقتراح البديل عن الدروس الخصوصية التي استهلكت الأهل مادياً وقلبت أيامهم رأساً على عقب.‏‏‏

وإعطاء المعلمين الوقت اللازم لحضور دورات تقوية خاصة مع المنهاج الجديد الذي يستحق منا العمل لإنجاحه.. وأن نقوم كتربويين في المؤسسات التربوية والتعليمية.. وحتى في الإعلام التربوي -الفضائيات التربوية- التنويه إلى وجود وسائل مساعدة متوفرة في المكتبات من كتب شرح مبسطة وأفلام مرئية ومسموعة وبرامج كمبيوتر تساعد الطالب في فهم دروسه.. وتعلمه الاعتماد على نفسه في شرح وفهم معلومة شرحها مدرسه سابقاً..‏‏‏

ويصبح قادراً على تبسيط المعلومة وتحليل ما يصعب فهمه من أول مرة مع التأكيد على إيجابية الفضائيات التربوية في بث دروس تقوية من قبل معلمين مخضرمين.. وفي أوقات تناسب الطلاب بشكل عام.. ما بين مؤيد ومعارض للدروس الخصوصية هناك أغلبية عظمى معها.. لدرجة وصلت فيها إحدى أفضل الهدايا لعائلة لديها طالب شهادة أجندة متوارثة من أحد الأقارب أو الأصدقاء ممن كان عندهم طلاب شهادة.. مكتوب فيها أسماء المدرسين مع أرقام تلفوناتهم ونجوم تميز كل أستاذ عن الآخر.. حسب تسعيرة ساعته..‏‏‏

جعلكم الله جميعاً أباء وأمهات لأطباء ومهندسين ومدرسين بخمس وسبع نجوم ذهبية.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية