التي تظل محكاً يبرز خامة الرجال المخلصين لأوطانهم وتكون حافزاً على إظهار جدارتهم وجدارة المؤسسات التي ينتمون إليها. من هنا كان لزاماً علينا التحدث عن ضرورة تكاتف الجهود ضمن المؤسسة الإعلامية الواحدة لإظهار أداء المؤسسة بالصورة المثلى التي تعكس انسجام وتناغم العاملين فيها وقدره الإدارة على الاستفادة من الموارد البشرية الموجودة في العمل تسير دورته بدقة وتؤدي الرسالة المطلوبة.
يضاف إلى ذلك أن من الأهمية بمكان الالتفات إلى تسليط الضوء على ضرورة توظيف كل ما تملكه المؤسسة من موارد بشرية ومالية ولوجستية لتحقيق أهدافها بشكل فاعل ومؤثر مع التأكيد على عنصري الكفاءة التي تعني مستوى اقتراب المؤسسة من الأهداف وهذا الاقتراب هو جوهر الكفاءة ومعيارها والفاعلية التي تعني الوصول إلى الأهداف بأقل التكاليف الممكنة، والمدير الجيد هو ذلك المدير الذي يعرف كيف يوظف الموارد مع التشديد على أهمية تحديد جهة حركة المؤسسة وإلا وقعت في محذور يتمثل بوقوعها في مطب الخلل والابتعاد عن مسار الأهداف الحقيقية. وليس بخاف في هذا المجال أهمية التركيز على طبيعة العلاقة التي تربط بين البيئة الداخلية للمؤسسة الإعلامية تلك البيئة المتمثلة بمواردها التي تستطيع الإدارة توظيفها والبيئة الخارجية المتمثلة بالجمهور المتلقي وهناك تأثير متبادل بين هاتين البيئتين.
وهنا ينبغي الإشارة إلى مسألة مهمة تتمثل في عدم وجود أزمتين متشابهتين بصورة كلية ولو حدثتا في بيئة أمنية واحدة ولا يمكن كتابة وصفة طبية كعلاج لكل الأزمات، فلكل أزمة طبيعتها وخصوصيتها وظروفها الداخلية والخارجية.
الامر الذي يعني أن حالة الأزمة يجب أن تتشكل في ذهن المسؤول بداية ويتم تشكيلها عبر حالتين:
1- أن تكون ظاهرة أو حدثاً كبيراً بحيث يمكن أن يولد أزمة وقد يكون الحدث حقيقياً أو افتراضياً.
2- عدم الجاهزية لمواجهة أي خطر أو تهديد قد يحصل وهو الأمر الذي اختبره الجانب الذي تتوجه الأزمة إليه بقصد التأثير فيه نفسياً ومادياً وتعمل الأزمة عملها مستفيدة مما يمكن أن يحدث داخل المجتمع من أحداث يعمد البعض إلى تضخيمها واستغلالها الأمر الذي يجعل مواجهة الأزمة في بداية مسارها طريقاً محفوفاً بالصعاب.
وهذا ما يرتب على الدولة مواجهة نوعين من التحدي: الأول الإقرار من قبل المسؤولين بظهور بيئة جديدة لقيت مقاومتهم وبالتالي لم يعدوا العدة لمواجهتها، والثالي ضرورة التعرف على الموارد المتاحة للاستفادة منها في إدارة الأزمة.
من هنا كان التركيز في سورية ومازال قائماً على دور وسائل الإعلام التي تقف موقف الخصم من القضايا الداخلية التي تجري في بلد ما، والحق يقال إن إعلامنا الوطني استطاع امتصاص مفاجأة الهجمة التي شنتها القنوات الإعلامية المغرضة وانتقل في مرحلة تالية من مرحلة الدفاع إلى مرحلة تفنيد المواد المسمومة المضللة التي تتبناها تلك القنوات وعراها على حقيقتها وكان سبباً مباشراً في سحب بساط الثقة من تحت أقدامها.
إنها معركة طويلة الأمد لكن إعلامنا مستعد لها كما ينبغي الاستعداد.