وتقول الرواية إن المفكر الفرنسي فولتير تعرض للنفي إلى انكلترا عام 1726 وكان يبلغ حينها من العمر32 عاماً إثر مشادّة كلامية جرت بينه وبين فارس روهان شابو ليُحبس إثرها لفترة وجيزة في سجن الباستيل, ومن ثم تم إطلاق سراحه بشرط النفي خارج البلاد لمدة عامين.
ويؤكد البروفسور كرونك لصحيفة الغارديان أن فولتير كتب رسائله تلك بلغة انكليزية جيدة, ولكن بعيداً عن تمكنه وإتقانه اللغوي, تعكس تلك الرسائل تفاعله مع المجتمع الإنكليزي خلال القرن الثامن عشر. وفي هذا الصدد يقول كرونك: «تلقي تلك الرسائل الضوء عن كيفية اندماج فولتير بسرعة مع الارستقراطية البريطانية. فقد وصل إلى إنكلترا كشاعر مغمور يصطحب معه فقط توصية من السفير البريطاني في باريس. وتدل إحدى الرسائل تلك التي تم العثور عليها عن ارتقائه الاجتماعي السريع, وهذا ما يدل عليه مرتبه الذي كان يتقاضاه والبالغ 200 جنيه, ولا شك أن هذا المبلغ يأتي بقرار من الملكة كارولين, ملكة بريطانيا في ذاك الحين. وفي الختام تشير هذه الوثائق من الرسائل إلى تأثير الفكر البريطاني على فولتير. وفي هذا الخصوص يقول كرونك: «تستمد هذه الرسائل أهميتها من كونها تكشف لنا كيف أن العلاقات بين فولتير والارستقراطية الانكليزية أيقظت عصر التنوير.»
هي فترة مفصلية في تاريخ فولتير وغير معروفة حتى الآن, ولا بد أن السنوات التي أمضاها فولتير في انكلترا, التي كشفت عنها هذه الوثائق, ستلقي المزيد من الأضواء عن عصر التنوير.