وكان محتجون وجلهم من النساء قاطعوا بصورة مفاجأة كلمة الرئيس التركي وطالبوه بالتنحي، الأمر الذي دفع بالحرس الخاص لأردوغان إلى التدخل بعنف.
وتسبّب عنف التدخل التركي من جهة، وسلبية الأمن الإكوادوري، في نشوب أزمة سياسية حقيقية في الإكوادور تحولت إلى أزمة بين البلدين، خاصة بعد انضمام رئيسة البرلمان غابرييلا ريفانديريا التي نددت بالتدخل غير القانوني للأمن التركي، وباعتدائه على النائب دييغو فانتميليا، الذي حضر اللقاء حسب وسائل الإعلام في الإكوادور لدعم القضية النسائية في تركيا.
وتسبب التدخل الأمني التركي في أزمة سياسية في البلاد، بعد إعلان رئيسة البرلمان أنها ستسأل الحكومة عن سبب تآمرها مع الحرس التركي، وتحميلها مسؤولية الاعتداء على مواطنات وبرلماني.
من جهته ذكر وزير الخارجية الإكوادوري ريكاردو بوتينيو أنه اتصل بالسفارة التركية وعبر عن احتجاجه لما قام به حرس أردوغان.
وقال بوتينيو: لقد أظهروا عنفا غير مبرر تجاه مواطنينا.. لم يكن من الضروري عليهم القيام بذلك، لم يكن هناك ما يهدد الأمن.
وأضاف بوتينيو: نطلب من الجانب التركي معاقبة المقصرين.. ونود التذكير أن أي مواطن إكوادوري يمتلك الحق في التعبير عن رأيه من دون أن يعاقب.
هذا وقد تظاهر عدد من الطلاب والنشطاء ضد أردوغان، أثناء توجهه لمركز أكاديمي فى العاصمة الإكوادورية، كيتو لحضور مؤتمر ضمن الزيارة يقوم بها حالياً إلى البلد اللاتينى، وردد نحو 30 طالباً وناشطاً عند أحد مداخل معهد الدراسات العليا الوطنية، الذي يعد المركز الرئيسي لهذا النوع من الدراسات في الاكوادور، هتافات منها (إذهب خارجاً أردوغان)، وكتبوا على اللافتات الكثير من التوصيفات مثل (أردوغان مجرم) و(حبيب داعش) وأخرى طالبته بالرحيل فيما نفذ البعض رسوماً ساخرة
كذلك يبدو أن أردوغان حل ضيفاً ثقيلاً على الكثير من المواطنين في التشيلي والبيرو حيث اختار أن يروّج من منابرها لسياسته تجاه سورية التي يدرك الجميع كم تحظى بتضامن وتأييد شعوب أميركا اللاتينية.
الى ذلك قال الكاتب الصحفي التركي، إيلهان تانير في مقال نشرته صحيفة (زمان)، أن أردوغان أصبح عدو الديمقراطية من وجهة نظر خبراء بارزين في تحليل تيار واشنطن بشأن تركيا، مشيراً إلى أنه كل أسبوعين توجه لـ (واشنطن بوست) و(نيويورك تايمز) انتقادات عنيفة إلى أردوغان بالتناوب، وليس فقط انتقادات بل تتهمانه بالجهل والاستبداد، وبينما تصدر هذه الصحف هذه العناوين الرئيسة يتناول فريق التحرير مشاهداتهم والأخبار التي يتابعونها، ويكتبون أنهم يعكسون رأياً يتفق عليه كثير من الناس.
تانير أضاف إن الخبراء الأتراك والمراقبين والصحفيين، الذين لهم نفوذ على الإدارة الأميركية، يعلمون ما تفعله إدارة أردوغان بحق الصحفيين، وأن أحلام أردوغان بتولي الرئاسة هي ديكتاتورية، مشيراً إلى أن المسؤولين في الإدارة الأميركية يفهمون شخصية أردوغان.
ويبدو أنه لم يبق لأردوغان أي جاذبية أو وزن في السياسة الخارجية، فأثناء جولته في أميركا الجنوبية يقصف جبل التركمان وينزح التركمان إلى تركيا ويدور الحديث حول وعد الأكراد في سورية بحكم ذاتي.