فقد أعلنت شخصيات من قبائل المنطقة الشرقية لليبيا اليوم الثلاثاء منطقة برقة التي تمتد من مدينة بني جواد وحتى أمساعد نقطة الحدود الليبية المصرية إقليما فيدرالياً، وعن تشكيل مجلس تأسيسي له. وتحت شعار ليبيا دولة موحدة أعلن بمدينة بنغازي عن تشكيل المجلس التأسيسي لإقليم برقة برئاسة أحمد الزبير الشريف السنوسي.
وأصدر المشاركون في مؤتمر التأسيس ميثاق برقة للعيش المشترك لسكان هذا الإقليم الذين يطالبون بالعودة إلى الدستور الملكي الذي يعتمد على تقسيم البلاد إلى ثلاثة أقاليم هي: برقة وفزان وطرابلس.
ولم يكترث منظمو هذا التجمع بالتظاهرات الكبيرة التي نظمت في العديد من المدن الليبية طوال أول أمس بما فيها مدينة بنغازي والتي رفضت بشدة تقسيم ليبيا إلى أقاليم معتبرين ذلك خطرا على وحدة البلاد وخاصة في الظروف غير الأمنية التي تعيشها.
ويدافع أنصار الفيدرالية بالمنطقة الشرقية عن رؤيتهم وتمسكهم بهذا النظام السياسي باعتباره النظام العلمي السليم لإدارة الحكم في ليبيا وفقا لما أكدته أستاذة القانون الدولي عزة الحوثي في كلمة ألقتها خلال الإعلان عن ظهور هذا الإقليم. وقالت إن الجميع يعرفون ذلك ولكنهم يتجاهلونه من أجل مركزية بغيضة ترهق أعباء الدولة. ويتوزع في تلك الاراضي نحو 66% من احتياطي النفط الليبي، فيما يقطنها 25% فقط من سكان البلاد.
وتعد برقة أول منطقة تعلن "إقليما فيدراليا اتحاديا" يتمتع بحكم ذاتي منذ الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي.
ويقول مؤيدون للحكم الذاتي إن حكومة الإقليم ستتولى إدارة شؤون الإسكان والتعليم بينما تتولى الحكومة المركزية الإشراف على شؤون الأمن والدفاع.ويعارض المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا هذه الخطوة خوفا من تفتت البلاد.
وكان عبدالله إدريس عضو المجلس المحلي في بلدة جالو شرقي ليبيا قد صرح بأنه يعارض الفكرة، وهدد بقطع إمداد النفط عن بنغازي في حال تنفيذ الفكرة، حيث تمر أنابيب نقل النفط الخام من بلدته.
يشار إلى أن ليبيا بعد استقلالها عام 1951 حكمت عن طريق النظام الفيدرالي لنحو عشر سنوات تحت اسم المملكة الليبية المتحدة غير أن الملك إدريس السنوسي ألغى هذا النظام ووحد الدولة في كيان واحد تحت عرشه وغير اسمها إلى المملكة الليبية حتى الانقلاب العسكري الذي قادته مجموعة من الضباط برئاسة معمر القذافي عام 1969.