وأن هؤلاء
الطلبة يقضون وقتاً طويلاً في كلياتهم بسبب طبيعة الدوام الذي يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساءً، ما يدفعهم إلى التعاطي والتعامل مع المقاصف والأكشاك بشكل يومي لتناول وجبات الطعام والشراب، وهذا ماشكل عامل ضغط على الطالب مادياً ونفسياً بعض الشيء، حتى غدا يشعر أنه يعيش في بلد لايشبه بلده الذي كان يعيش فيه من قبل، والسؤال المنطقي والبديهي الذي يخامر ذهن كل منهم، ماهو سر الارتفاع الفاحش للأسعار طالما أن معظم هذه المواد صناعة وإنتاجاً وطنياً وغير مستوردة ولاتحتاج إلى ضرائب ورسوم وجمركة إذا كانت من الورق أو الكرتون أو القرطاسية والمساطر والآلات الحاسبة.. ولا إذا كانت من الخبز والفلافل والدجاج والبيض والفول والمتبل ولا إذا كانت من المشروبات التي لايختلف اثنان على مصدرها.
استقواء على الطالب
سمر وألاء تستغربان لماذا كل هذا الجشع والاستقواء على الطلبة شيء لايصدق بدل من أن تكون هذه المقاصف والأكشاك عاملاً مساعداً للطلبة في تأمين كل مايلزمهم لتحسين مستواهم وتحصيلهم العلمي أصبحوا الآن مثلهم مثل السوق الحرة يعاملون الطلبة على أنهم مغنم حقيقي وباب للكسب والثراء الفاحش من ورائهم وهذا شيء لايقبله المنطق.
1500ليرة بالأسبوع
خالد وأحمد يتأففان ويتذمران حيال هذا الغلاء اللاأخلاقي الذي تفرضه بعض النفوس المريضة، أكدا أن الطالب قبل الأزمة كان مصروفه في الأسبوع 1500 ل.س أما الآن لايستطيع مهما شح على نفسه أن يقضي الأسبوع بهذا المبلغ، بالتالي لم يشكل الغلاء ضغطاً على الطالب فقط بل شمل الأسرة أيضاً، فالمفروض أن يكون على هؤلاء الأكشاك والمقاصف رقابة تضمن ضبط إيقاعهم ووقف جماح جشعهم بحيث يكون ربحهم معقولاً ومنطقياً، ويجب ألا تكون الأزمة عاملاً مساعداً للانفلات والفوضى في الأسعار.
المستلزمات اليومية هي المشكلة
بينما سراب رأت أن غلاء المواد والمستلزمات الدراسية مقارنة بغلاء الاحتياجات الشخصية اليومية لاتعادل شيئاً بالنسبة للطالب أو للطالبة المقيمة في المدينة الجامعية، لأن المادة التي تشتريها من أجل الدراسة يمكن أن تستعملها لفترة طويلة ولو كان سعرها الآن ضعفي سعرها من قبل، لكن المواد التي تتطلبها بشكل يومي هي المشكلة وهي الأهم بالنسبة للطلبة، وتضيف سراب الملفت أن العاملين في الأكشاك والمقاصف الجامعية يعاملونك على أساس أنك زبون دسم وينسون أنك طالب وأيضاً يستغبونك إذا سألتهم عن سبب الغلاء، وكثيراً من الأحيان يقولون لك ألست من البلد ألم تخرج وترى الأسعار أو أنك بعد الغلاء لم تشتر شيئاً، وأكدت سراب أن هذا الكلام لوحده أصعب من غلاء الأسعار، وأصعب من جشعهم وتبجحهم بالتبريرات التي لاقيمة لها على الإطلاق .
تصوير الورق زادت تكلفته
أمجد يؤكد أن كل شيء قد تغير وارتفع سعره، حتى سعر المحاضرات لم يبق على حاله وتصوير الورق أيضاً ارتفع هو الآخر، في كافة الأماكن المخصصة لخدمة الطلبة، الحقيقة هناك شيء غير مفهوم على سبيل المثال المسطرة في الأكشاك المجاورة للكليات نشتريها بمبلغ/300/ ل.س ونكتشف أن زميلاً لنا اشتراها من مكان آخر بمئة ليرة سورية وكذلك الآلة الحاسبة اشتريتها بمبلغ/1000/ل.س وفجأة وبالصدفة نزلنا إلى الحلبوني وشاهدنا نفس الآلة الحاسبة بمبلغ/450/ ل.س إذا هناك عمليات يقوم بها الباعة غير نظيفة.
رامي يرى أن البعض من الباعة يستغل حاجة الطالب للمادة أو الغرض وبالتالي يبيع على هواه والبعض الاخر يراه مستجداً لايعرف قيمتها وسعرها الحقيقي فيقول في سره فرصة وجاءت فلاحسيب ولارقيب
المهم الربح ولا شيء سواه وهذا هو الأخطر فعدم توحيد الأسعار والبيع العشوائي المزاجي ليس له إلا مدلول واحد وهو الجشع وغياب الرقابة، ومن لا يراقبه ضميره لايمكن لأي رقابة أن تضبطه.
مروان مبيض صاحب كشك يقول : البعض يظن بأننا نحن من نقوم بزيادة الأسعار على المواد التي نحتاجها الطلبة، لكن على العكس نحن لا نعرف ما هو سبب الزيادة في الأسعار والحقيقة بقدر ما هي ضارة للطلبة بقدر ما هي ضارة لمصالحنا والضرر هو مماثل وإن اختلف وتفاوت، وبضيف مبيض زيادة الأسعار أثرت على نسبة المبيعات وقل هامش الربح لدي على سبيل المثال كانت البسكوتة بخمس ليرات سورية أصبحت الآن بعشر ليرات، والكولا كانت قبل الأزمة بعشرين ليرة سورية أما الآن أصبحت بثلاثين ليرة كافة المواد ارتفعت أسعارها ولم تبق مادة واحدة في السوق على حالها، والغلاء سببه الأساس هو التاجر وجشعه تاجر الجملة وليس تاجر المفرق، وأوضح المبيض أن غاية ما يتمنوه هو أن تكون المواد رخيصة لتشكل إقبالاً وترويجاً جيداً يعود بالنفع على الجميع.
نحن أيضاً ضحايا
أبو عدنان صاحب كشك: نقرأ في عيون الطلبة اتهامات أننا وراء غلاء المواد وارتفاع أسعارها لكنني أقول بمنتهى الصراحة نحن ضحية مثل الطلبة، والتاجر هو الذي يتحكم بنا ويضعنا أما خيارين إما أن نأخذ وإما لا، بالتالي نجلس في البيت دون عمل، والخسارة علينا نحن، فالتاجر يرفع السعر من ساعة لساعة ومن يوم ليوم.. ونحن بدورنا نرفع السعر ونتحمل لوم الطلبة ونظراتهم المتهمة.
ما نريد قوله إننا بتنا أمام اندفاع جارف لجنون الأسعار الذي أصابت شظاياه الطلاب الجامعيين مثلما أصابت أبناء المجتمع لذلك نسأل لماذا لا يعود العمل لمؤسسات التسيير الذاتي والمؤسسات الطلابية كمؤسسات التدخل الإيجابي في الأسواق لتخفيف العبء عن طلاب الجامعات.؟