تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عدنان أبوالشامات.. وآلة الكونتر باص

ســـــاخرة
الخميس 8-3-2012
 أحمد بوبس

لا أعرف لماذا يختار بعض الموسيقيين آلة الكونترباص للعزف عليها، وهي آلة أكبر بحجمها من أي عازف مهما ضخم جسمه، وهي بالتأكيد تحتاج في نقلها إلى سيارة شاحنة، وكثيراً ما تربك العازف عليها في نقلها، من ذلك ما شاهدته بأم عيني عام 1982،

فقد أقام الفنان صباح فخري حفلة ضمن مهرجان تدمر الموسيقي الذي كانت تقيمه وزارة السياحة، وكان ضمن الفرقة الموسيقية الفنان عدنان أبوالشامات رحمه الله عازفاً على الكونترباص.‏

وفي صباح اليوم التالي للحفلة كان على الفرقة مغادرة الفندق، وحمل كل عازف آلته الموسيقية وصعد بها إلى البولمان مرتاح البال، إلا عدنان أبوالشامات، فقد احتار أين يضع آلته (الكونترباص)، إذ من المستحيل أن يحملها معه إلى داخل البولمان، ولم يتسع لها (باكاج) البولمان حيث توضع الحقائب، فما كان من عمال الفندق إلا أن أتوا بسلم ووضعوه على البولمان وصعدوا بآلة الكونترباص ووضعوها على سطح البولمان وربطوها بالحبال، فبدت وكأنها مدفع.‏

بل إن هذا التشبيه حصل فعلاً مع «عدنان أبوالشامات»، وكاد أن يسبب له مشكلة كبيرة بل وخطراً على حياته، ففي مطلع الستينيات من القرن العشرين وقع انقلاب عسكري في سورية، واستدعي عدنان أبوالشامات بالهاتف إلى الإذاعة لتسجيل بعض الأناشيد الوطنية، فقد كان عازفاً على الكونترباص ضمن فرقة الإذاعة الموسيقية، وحمل أبوالشامات الكونترباص في سيارة المطربة وداد محمد التي سوف تسجل الأناشيد بصوتها، فجلس هوفي المقعد الخلفي ووضع الآلة في حضنه، وكانت الآلة موضوعة في بيت قماشي بلون البزات العسكرية الخضراء، ولأن هذه الآلة كبيرة الحجم ولا تتسع لها سيارته لا بالطول ولا بالعرض فقد اضطر إلى إخراج زند الآلة من شباك السيارة، بينما جلست المطربة في المقعد الأمامي إلى جانب زوجها حمزة القحف الذي كان يقود السيارة.‏

وبعد أن مرت السيارة أمام إحدى النقاط العسكرية التي كانت تملأ شوارع دمشق، لاحظ عدنان أبوالشامات وصحبه أن دورية عسكرية تطاردهم، وقد هيأ الجنود بنادقهم لإطلاق النار، وتوقفت السيارة وأحاط بها الجنود وهم يوجهون فوهات بنادقهم إلى السيارة، وطلبوا من ركاب السيارة مغادرتها وهم يرفعون أيديهم فوق رؤوسهم، وعندما فتح الجنود الغطاء القماشي وجدوا داخله آلة موسيقية، فأخلوا سبيل أبي الشامات وصحبه بعد أن ضحك الجميع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية