حركت وجدان وأحاسيس الأدباء والشعراء الذين وجدوا فيها قفزة نوعية كبيرة تنقل المجتمع من عهد ساد فيه الظلم والقهر، وعانى فيه الناس أشد أنواع المرارة والفقر، إلى عهد يكرس مبدأ احترام إنسانية الإنسان، لتكون الأرض لمن يعمل بها، وتؤمم المعامل لتحقق مبدأ تكافؤ الفرص في العمل، أما التعليم فقد بات متاحاً بمراحله كافة لجميع أبناء الشعب، فيتلون وجه الأرض ومستقبل الإنسان والوطن، ويتألق فرحاً، بمواسم بهجة وأعراس عطاء تشعل قناديل نور في درب البناء والصمود، بشموخ يعانق ذرا المجد في فضاء الوطن المنثور نجوماً وكواكب للنضال الصادق، بكبرياء يكتب فوق المصانع قصائد الشمم والإباء والعزة، ويرسم فوق المزارع والبيادر أقواساً للنصر الذي انبثق من صدره فجر حياة جديدة ومتجددة...
استطاعت هذه الثورة أن تسير بالإنسان إلى دروب الرقي الحضاري عبر انجازات كانت حلماً، فغدت حقيقة وواقعاً معاشاً، وأشرق وجه المجتمع وخرج الإنسان من الظلمات إلى النور ومن الجهل إلى العلم والمعرفة، ليشهد المجتمع بكل فئاته تطوراً شمل مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية....
وانطلقت أصوات الشعراء لتصور هذه المنجزات وهذا التطور وهذه الملحمة التي أضاءت دروبنا بمشاعل النور، يقول الشاعر محمد كامل صالح مستخدماً ذي قار كإسقاط تاريخي:
أشرق ثبير فإن الخيل تنتظر
يقودها الفارسان: البعث والخطر
رايات ذي قار رفت أوائلها
آذار لونها والشمس والمطر
أسطورة نذرت الحق من قدم
وغيمة في سماء الشام تنتظر
فإن بعثت نشيدي اليوم مستعراً
ملحمة بالنار تستعر آذار.
ويشارك الشاعر محمد أحمد حيدر الشعب أفراحه بعطاءات الثورة، فيقول:
لولاك لم تضحك مرابعنا-آذار
ولا هزار لنا فوق الغصون شدا
لولاك لم تخصب الصحراء في بلدي
ولا سدود لنا راحت تفيض ندا....
ويعلو صوت الشاعرة دولة العباس تتغنى بأمجاد آذار فتقول:
ما رف عطر الورد والغار
لولاك يا أنسام آذار
ما كان شمل الأهل مجتمعاً
لولا شموس الحب في الدار
يا ثورة بالحق راعشة
شبت لظى في ليل نواري
وتبسمت عن موعد رغد
وتوشحت بالزهر والغار.....
ويؤكد الشاعر يوسف حسن يوسف أن الوعد تحقق في آذار فيشرق صبح بعد ليل طويل، ليخصب المدى مزهواً بفرحة لنصر:
نجوى انبثاق الوعد في جنباتها
أكرم به طيباً لخير آذار
نجوى النفوس والواهبات نفوسها
وعداً فجاء الوعد آذار...
ولم تكن الشاعرة هند هارون لتقف على الحياد إزاء هذا الحدث العظيم، فنراها تصور زهور آذار كأقمار في الليالي الحالكات لأنه يضيء دهاليز العتمة في حياتنا، وهو الأغنية التي نرددها والسنى والأمنيات...
آذار أغنية يرددها المدى
وسنى وأمنية لنا وشعار
إني أرى آذار غير زهوره
فزهوره في ليالينا أقمار
أحببت آذار الجميل عشقته
نعمى تهل، وظلمة تنهار.
ويصور الشاعر محمود حبيب إطلالة آذار الخصبة في مرابعنا وينابيعه المنسابة في غابات الصفصاف وقامته البهية، قامة الصبح المشرق والوضاء:
يا قامة الصبح ودعنا منافينا
وعانقت شرفات المجد أهدافي
أطل آذار خصباً في مرابعنا
كالنبع ينساب في غابات صفصاف
طال الطريق وذللنا مصاعبه...
ولأن الإنسان «هو غاية الحياة وهو منطلق الحياة» كما قال القائد الخالد، فإننا نجد وكيف اتجهنا انجازات وعطاءات الثورة المجيدة، ثورة الثامن من آذار والحركة التصحيحية المباركة، نجدها تملأ أرجاء بلادنا... واليوم ومع مسيرة التطوير والتحديث التي يقودها القائد بشار الأسد، تكتسب ثورة الثامن من آذار في ذكراها اليوم ألقاً جديداً ودماً يضج بالحيوية وينبض بالصدق وعزيمة الإصرار على إعلاء صرح حضارة الوطن والسير به على دروب المجد تحت راية التطوير والتحديث،
فأهلاً بآذار، وأهلاً بثورة الكادحين، ثورة العامل والفلاح، وثورة كل الغيورين على هذا الوطن الغالي، الذين يبذلون الدم والروح كي تبقى بلادنا عصية على المعتدين المتربصين بنا شراً، لكن خسئوا وخابت كل مخططاتهم، لأن الشعب الذي صنع النصر في آذار قادر أن يصنعه في أي وقت آخر، طالما أنه مسلح بالعزيمة والقوة ومتشبع بحب تربة الوطن وأرضه وسمائه...
وهنيئاً لشعبنا قيادته الحكيمة، وكل عام وثورة آذار ربيعاً دائماً للعطاء والفرح والحضارة.... كل عام وبلدنا بيادر خير وبركة وأعراس عطاء وأمن وأمان وكل عام والجميع بخير...