واللاتي غالباً ما تفصل بينهن الحدود الوطنية والفروق العرقية واللغوية والثقافية والاقتصادية والسياسية، للاحتفال بيومهن هذا، فسيكون بإمكانهن استعراض تاريخ النضال من أجل المساواة والعدل والسلام والتنمية على امتداد تسعة عقود من الزمن تقريبا. واليوم الدولي للمرأة هو قصة المرأة العادية صانعة التاريخ، هذه القصة التي يعود أصلها إلى نضال المرأة على امتداد القرون من أجل المشاركة في المجتمع على قدم المساواة مع الرجل. ففي اليونان القديمة قادت ليسستراتا إضراباً عن الجنس ضد الرجال من أجل إنهاء الحرب؛ وخلال الثورة الفرنسية، نظمت نساء باريس الداعيات لـ «الحرية والمساواة، والأخوة» نظمن مسيرة إلى قصر فرساي مطالبات بحق المرأة في الاقتراع. وظهرت فكرة اليوم الدولي للمرأة لأول مرة في بداية القرن التي شهد خلالها العالم الصناعي توسعاً واضطرابات ونمواً في السكان وظهرت فيها الأيدلوجيات الراديكالية.
وفي العام 1910 أقر اللقاء الاشتراكي الدولي المنعقد في كوبنهاغن فكرة تخصيص يوم للمرأة دعماً لكفاحها من أجل الحصول على حق المساواة ومكافحة التمييز ضدها بكل أشكاله، مع الإشارة إلى أن توصية المؤتمر تزامنت مع دخول ثلاث نساء إلى البرلمان الفنلندي لأول مرة في تاريخه.
وتطبيقاً لتوصيات مؤتمر كوبنهاغن تم الاحتفال لأول مرة بعيد المرأة العالمي في السويد والدانمارك وسويسرا وألمانيا في التاسع عشر من آذار 1911 حيث شاركت أكثر من مليون امراة في المسيرات التي شهدتها هذه البلدان.
وفي العام 1913 تحولت الاحتفالات التي أقيمت بعيد المرأة العالمي إلى مناسبة للاحتجاج على الحرب العالمية الأولى، كما شهدت فيها احتفال المرأة الروسية لأول مرة بهذا العيد في مسيرة ضخمة جرت في الأحد الأخير من شهر شباط، فيما احتفلت العديد من الدول الأوروبية بهذا العيد في الثامن من آذار ليصبح بعدها تقليداً سنوياً يقام حتى الآن.
يشار إلى أن ميثاق الأمم المتحدة الموقع عام 1945 كان أول اتفاق دولي يؤكد على حق المساواة بين الجنسين، وهذا ما دفع المنظمة الدولية لوضع العديد من المبادرات والخطط والاستراتيجيات والبرامج لتحسين وضع المرأة في (سائر) أنحاء المعمورة.
وعلى مر السنين، اتخذ عمل الأمم المتحدة من أجل النهوض بالمرأة أربعة اتجاهات هي: تعزيز التدابير القانونية؛ وحشد الرأي العام والعمل الدولي؛ والتدريب والبحث، بما في ذلك جمع الإحصاءات المصنفة بحسب نوع الجنس؛ وتقديم المساعدة المباشرة إلى المجموعات المحرومة. واليوم أصبح عمل الأمم المتحدة يستند إلى مبدأ تنظيمي رئيسي يقول بإنه لا يمكن التوصل إلى حل دائم لأكثر المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية خطرا مشاركة المرأة.