ذلك لخصته فعالية دعوة المواهب المغتربة للعودة للوطن، والتي أقامتها جمعية نحنا الثقافية بالتعاون مع دار الأسد للثقافة والفنون، وكانت أول تلك المواهب الفنانة فايا يونان لتؤكد الإقبال الكبير على حفلتها، كيف يلتقي الجميع عند حب الوطن وحب سورية الأم.
حول الفعالية وأهدافها ومعانيها، تحدثت المنسقة للفعالية الأستاذة (ناديا حسون) فقالت: إيمانا منا بأن إرادة الحياة أقوى، وأن على سوريانا أن تنهض من تحت الرماد والأنقاض، وأن تنفض عنها غبار التعب، ولكي تعود أرواحنا حية ملونة كما كانت، ودفاعا عن مستقبل، يحاولون سرقته وتشويهه وحرماننا منه كشباب سوري منذ أكثر من أربع سنوات، نعمل ونجتهد ونبدع، وقد عملت جمعية نحنا الثقافية على هذا الهدف عبر مبادراتها المختلفة، وقد انطلقنا مع وجود طاقات ومواهب شبابية، تعيش الفراغ المطلق في زمن الحرب، فكان الهدف جمع الشباب ليتحاور بالفن حول مفاهيم الوطن والقيم والإنسان، لان من يختار هذه اللغة، لايمكن ان يستبدلها ليحمل السلاح ويقتل ويفجر ويدمر !! على مدار عامين عملت جمعية نحنا الثقافية على تنشيط الحياة الثقافية، في مجالات عدة الغناء، التمثيل، الرسم والمعارض، الرقص، السينما، الشعر وغيرها لدعم المواهب الشبابية الموجودة حاليا في البلد، وقد قدمت فعاليات ومبادرات كان آخرها مهرجان (نحنا هون) الذي اخترناه صرخة مدوية من دمشق لكل العالم، ويحمل رسالة الصمود والاستمرار من بلدنا سورية، واستكمالا لرسالتنا.. انطلقت مبادرتنا الجديدة، وهي تشجيع المواهب المغتربة للعودة إلى الوطن، لنعمل سوية كشباب سوري.. يدا بيد ووقفة رجل واحد.. وصوت واحد...أساسه الحق !
تتمحور فكرة المبادرة حول دعوة المواهب السورية الشابة في بلاد الاغتراب للعودة إلى الوطن، والعمل كي تصل رسالتنا، ويصل صوتنا للعالم أجمع، لأنه رغم الحرب، ورغم كل ما أحيك لسورية من مؤامرات، ستبقى من سورية ومع سورية هي الأقوى.
اخترنا أن تكون انطلاقة مبادرتنا من دار الأوبرا بدمشق كأكبر صرح ثقافي في سورية، ومن خلال صوت شابة سورية، تحمل داخلها إحساس عال بالمسؤولية تجاه وطنها، الذي كان هدفا للمتآمرين. ندافع عن ثقافتنا السورية الحقيقية بالفن بالموسيقا بالغناء والحب والسلام، بها نقاوم، و بها نحاور رافضين الفكر التكفيري الإرهابي الوهابي، حيث يحاولون فرضه على مجتمعنا. لذلك نحن بحاجتكم يا شباب بلدي المبدع وسورية، أمنا تنادينا جمعيا بكافة اختصاصاتنا وأطيافنا، لنعمل على إنقاذ مستقبل، يحاولون سرقته وتشويهه، وتشويه فكرنا وثقافتنا.
أيضا تحدث الفنان راني أبو عيسى من جمعية نحنا الثقافية فقال: لطالما تميزت جمعية نحنا الثقافية بمبادراتها الوطنية المتميزة، وكان آخرها مبادرة تشجيع المواهب السورية المغتربة للعودة إلى الوطن، وباكورة هذه المبادرة كانت مع المطربة فايا يونان، التي عاشت طوال عمرها في السويد، وشاركت في العديد من مناسبات ثقافية في استوكهولم حول سورية، وقد أطلقت أول فيديو تسجيلي مع أختها ريحانة بعنوان لبلادي، الذي يعتبر عملا وطنيا، يكرس فكرا إبداعيا، بعيدا عن أي تطرف، ثم أطلقت مؤخرا أغنية، تحمل اسم أحب يديك.. واليدان عادة ترمز إلى العمل والتكاتف للبناء، وقد التقينا جميعنا عند الحب لسورية، فتم التواصل بين الجمعية والفنانة، ثم الاتفاق على إقامة حفلة واحدة بدار الأوبرا، ولكن بعد ان تم الإعلان عن إقامة الحفلة خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فوجئ الجميع بأرقام المشاهدين، وقد وصل الرقم إلى 17الف شخص، ينوي الحضور، مما اضطرهم إلى فتح قاعة الدراما بدار الأوبرا، ونقل الحفل مباشرة، وعرضها بشاشة كبيرة، كما تمت المطالبة من قبل الكثيرين لإقامة حفلة إضافية، فأقيمت حفلة ثانية لإرضاء الجمهور، وإن أذكر ذلك لأنه يقدم مؤشرا على الجانب الوطني الذي يتمسك به السوريون، وهم عرفوا فايا فقط بأغانيها الوطنية لسورية في بلاد المغترب.
أما هدف المبادرة هو المساهمة بتحريك الشارع الثقافي، ونشر أفكار ملؤها الخير والجمال والسعادة عبر وسائل مختلفة. فعزمنا على إقامة هذه المبادرة، وفايا تغني لأول مرة في سورية، ولكنها كانت تغني أغان وطنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ حصدت في أسابيع قليلة أكثر من مليون ونصف مشاهد، وقد أرادت من خلال عملها، توجيه أكثر من رسالة، وأعتقد أن الشارع بحاجة إلى مخاطبة من نوع جديد، يقتدى به، وقد نجحت فايا بالشكل العفوي، ولابد من القول بان جمعية نحنا الثقافية، وصلت خلال فترة قصيرة إلى مرحلة متقدمة، إذ إن مختلف فعالياتها لها رسائل وطنية واجتماعية، عدا عن تعزيز فكرة التطوع عند الناس، ولابد من الشكر هنا لوزارة الثقافة لجهودها الجبارة، التي أثبتت أنها بالمرصاد للفكر المتطرف، وغسل الأدمغة الممنهج عبر إتاحة الفرص للشباب للتعبير عن أنفسهم بشكل فني راقي، والشكر أيضا لدار الأوبرا وشركة رواد التكنولوجيا، التي تساهم بأمثال هكذا فعاليات دعوة المواهب المغتربة وغيرها.. تلك التي تقف بمواجهة الفكر المتطرف الهدام.