وحتى اليوم لا تزال التنمية خططا يكاد شيء منها لم ينفذ بعد ولا تزال على ارض الواقع في طور البيانات والتصريحات المترافقة ببعض الفلاشات .. ولا ضير من ابتسامة..
فالتعامل مع التنمية اليوم يبدو انه نوع من تزجية الوقت بالرغم من كثافة الحديث عنه بالنظر الى ان واقع الحال يشير الى عدم تحقق شيء ولا سيما في المناطق الاكثر احتياجا لهذه التنمية ومثالها الساحل السوري..
ففي الساحل يتنوع الحال تنوع النشاطات القائمة فيه حاليا مع الاخذ بعين الاعتبار ان ما يشار اليه من صناعات ونشاطات تجارية تبقى قاصرة على المدينة وطوقها الاقرب دون الريف في حين ان الريف بات يرزح تحت وطأة عوامل عدة ضاغطة اقتصاديا يختصرها الغلاء وغياب الخدمات الحقيقية..
ولعل النماذج التي تقدم بين الحين والآخر عن مشاريع تنموية لا تتجاوز اللحظة التي يدير فيها صاحب التصريح ظهره ويمضي اللهم الا في حالات نادرة يبقى تأثيرها محدودا على نطاق شديد الضيق وتحكمه الانتقائية..
فالقروض التنموية التي تلعب دورا هاما في تطوير المجتمعات المحلية لا تزال قيد الانتظار وكذلك حال التمويلات عبر المؤسسات المالية رغم الحاجة الشديدة لها، في حين ترى المواطن العادي قد تجاوز كل الخطط والتصريحات وتعامل معها بواقعية فرضتها ظروفه المعاشية وافتتح لنفسه تنوراً يقيه شر الخطط والتصريحات ومشاريع اصحابها التنموية..
اما بالنسبة للأشخاص انفسهم فلا شك ان العدد الكبير من مصابي الشرف اثناء الذود عن كرامة الوطن واستقلاله لا يمانعون بقرض ميسر او منحة يعملون من خلالها على كسب عيشهم والنهوض بواقعهم وواقع ذويهم واهلهم بشرف .. وهم اصحاب الشرف..
فما المانع من المباشرة اليوم قبل غد بتخصيص هذه الشريحة بالمنح دون القروض وما المانع في الوقت نفسه من المباشرة عاجلا ببيع ضمانات وعقارات واملاك من اقترض وخرج من البلاد او لا زال يفاوض على التسديد من عدمه والمال المُقترَض عبر مصارف الدولة والمواطن في جيبه..
أم أن هذه أيضا تحكمها عوامل تفهُّم ظروف المقترض..!!