إلا أن الحديث عن الأعباء المالية الكبيرة التي يفرضها قدوم شهر أيلول والتعب بكيفية رفد الميزانية الشهرية بمبالغ إضافية قد يبدأ من الشهر الذي يسبقه فكما هو معروف هو شهر ذهاب الأولاد لمدارسهم وجامعاتهم ما يعني ميزانية لا يستهان بها لتوفير اللباس المدرسي والقرطاسية والحقائب والتسجيل في الجامعات وغيرها الكثير من المصاريف.
وصولاً للعبء الأكبر المتمثل في تأمين أقساط الروضات والمدارس الخاصة التي لم تعد ترحم وترفع رسم التسجيل لديها عاماً بعد آخر.
وباعتباره شهراً انتقالياً بين فصلين فهو أيضاً شهر تحضير مونة الشتاء وهي العادة الاجتماعية والاستهلاكية التي يواظب السوريون عليها لأنها تتيح لهم توفير العديد من المواد الغذائية التي تطرح بفصل الصيف بأسعار مقبولة وتخزينها لاستهلاكها في فصل الشتاء.
ومما لا شك فيه أن السنوات الأربعة الأخيرة قد زادت أعباء توفير مستلزمات الأسر خلال هذه الفترة نتيجة ارتفاع الأسعار غير المسبوق لكل ما تحدثنا عنه سابقاً فكان الخيار الوحيد بالنسبة للأسرة بتقليص كميات مواد المونة لمصلحة تأمين مستلزمات الأولاد ورسوم تسجيلهم.
كما بات التأكيد من ربة المنزل للأولاد الحفاظ على الألبسة والحقائب والقرطاسية والكتب المدرسية ضرورياً ليتم تداولها بين الأخوة أو بين الأقارب للتخفيف قدر المستطاع من المصاريف.
غير أن المشكلة الأكبر أمام الأسرة تبقى في عدم قدرة الجهات المختصة على ضبط أسعار المواد والسلع الغذائية والاستهلاكية في الأسواق والسعي لتدخل أكثر فاعلية وجدوى ويخدم المستهلكين من خلال مؤسسات التدخل الإيجابي بحيث تضخّ كميات كبيرة من المواد لتكسر الأسعار أو بتوفير تشكيلة من مستلزمات المدارس بسعر منافس يكون بمتناول يد المواطن وبجودة جيدة لا أن يكون انخفاض السعر على حساب النوعية وهو ما يحدث أغلب الأحيان.