تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عذر المواطن.. و«حجة» المسؤول!

كواليــس
الأحد 30-8-2015
سليم عبود

يتمحور حديث «المواطن والمسؤول» حول الوطن.. بوجعه، وفرحه، بشهدائه، بتضحيات أبنائه، وحول فساد كثيرين وجدوا في هذه الحرب مجالاً للفساد والإثراء، وتجاوز القوانين، وممارسة «البلطجة» على من حلولهم، والحوار هو الوضع الطبيعي..

فعندما يكون الوطن في أزمة، يصير كل ما يتعلق به قابلاً للحوار، وعلى طاولة التحليل والنقد.‏

والسؤال اليوم: هل يتمحور العطاء الحقيقي والالتزام الوطني والأخلاقي لكل من المتحاورين حول الوطن؟ وبمعنى أدق: هل يتقاطع حماس الجميع في الحوار مع مواقفهم وعطائهم للوطن؟ أم إن الحماس في الحوار والنقد والخطاب شيء، والعطاء شيء آخر؟!‏

في الازمنة الصعبة التي يمر بها الوطن، تظهر معادن الناس، سواء كانوا في مواقع المسؤولية، أم خارجها..‏

من خلال مواقفهم التي يتطلبها الانتماء للوطن من قبل المسؤول والمواطن.. ومن المواقف المهمة اليوم، خاصة فيما هو مطلوب من الحكومة من الاعلى حتى الأدنى هو محاربة كل الظواهر المرضية والترهل والتقاعس والإهمال.. سواء كانت تلك الظواهر لدى المسؤول أو المواطن.. لأن الوطن في محنة استثنائية، ويتطلب العطاء جهداً وإيماناً استثنائيين.‏

الوطن كله في حرب.. وهي الحرب الأكثر حقداً ودموية وإجراماً، وأن أطرافها الأكثر عدداً في تاريخ الحروب على وطن أو أمة..‏

ومن بين أطراف هذه الحرب القذرة مجموعات في الوطن انتظمت في مشروع الحرب من باب الخيانة الوطنية، والتبعية لجماعات القتل والعدوان والإجرام، فالمواطن السوري النقي بانتمائه وجد نفسه مدفوعاً بانتمائه الوطني والسياسي والأخلاقي والتاريخي إلى الانتظام في مشروع المقاومة والدفاع عن سورية.. وبكل الوسائل.. من البندقية إلى العطاء.. وللعطاء الوطني أبواب كثيرة من دخل من أحدها الى الوطن كان مواطناً شريفاً ومقاوماً..‏

واليوم.. عندما نسأل المسؤول ليس من باب تسجيل المواقف عليه، أو من باب تسجيل الإدانة على تصرفه، وإنما من باب الحرص على المكاشفة والصدق والتعاون لمعالجة تلك الظواهر الفاسدة التي أضرت بنفوس الناس.‏

هناك كثير من المواطنة الصادقة، وبالتالي كثير من الملاحظات والنقد على أداء الجهات المسؤولة، ويكبر هذا النقد في كل المحافظات لغياب المسؤول عن ساحة العمل، والمتابعة والمعالجة والمحاسبة وانفلات الأمور بشكل بات مخيفاً.‏

المواطن السوري يعرف ان الرواتب والأجور متدنية جداً، وأن وجع تأمين الحد الأدنى من احتياجاته من الخبز وما يحتاجه المواطن على طاولته إلى جانب الخبز يكبر كل يوم، لأن الأسعار ترتفع كل يوم.. والمواطن يعلم أنه من الصعب رفع الرواتب.. لأن الحرب تستنزف كل شيء، وأن أي خدمات تعليمية وطبية وخدمية من كهرباء وماء ومواصلات تقدم اليوم تبدو شبه معجزة.. ولكن هذا المواطن الملتزم بالوطن يسأل: لماذا لا يقدم المسؤول على المعالجة.. ولماذا لا تقدم الجهات الوصائية على محاسبة المسؤول المقصر..‏

لماذا تكبر ثروات كثيرين في كل مواقع المسؤولية؟ كيف يبني بعضهم قصوراً وآخرون يبحثون في مكبات القمامة عن عيشهم؟ ولماذا كثر الفساد وزادت رقعته؟ ولماذا انحسرت همة المسؤول إلا في «طرق» الخطب الوطنية الصاخبة والتي لم تعد تقنع أحداً؟‏

للأسف.. ثمة من يعيش مظاهر وسلوكيات ما قبل الأزمة.. وغير آبه بنقد ولا بمحاسبة..‏

الحديث يطول.. ويبقى سؤال: إذا لم يكن المسؤول قادراً على تقديم انجازات خدمية بفعل الحرب على سورية ومافرضتها.. فمتى يتحرك لمقاومة الفساد وأصحابه كما يتحرك الجندي اليوم لمحاربة القتلة وداعميهم.. على الاقل، ويظهر للمواطن أنه ساهر على أمنه ومستقبله ومقدراته الشخصية والوطنية؟؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية