التي تحدث تغييراً في موازين القوى في السياسة والميدان. وبعد أن سلّمت واشنطن بأن المبادرة لم تعد في متناول يدها ما جعلها تفسح المجال مرغمة للدبلوماسية الروسية القارئة للفشل الأمريكي منذ بداية الأزمة في سورية.
أما فشل التحالف الأمريكي في ضرب تنظيم «داعش» واستحالة تأهيل ما تدعيه واشنطن من معارضة معتدلة، كان هو القوة لمبادرة الرئيس الروسي الذي ما برح في الإسراع لإنشاء تحالف دولي إقليمي بمشاركة سورية لمواجهة الإرهاب التكفيري وإمكانية التطبيق والفعالية بعد إخفاق الآخر.
ومن هنا جاءت زيارة بعض نزلاء الفنادق في استانبول والدوحة والرياض إلى موسكو وبضوء أخضر أمريكي لقناعتها أن لدى القيادة السياسية الروسية ما يخرجها ببعض ماء الوجه، بعد أن فقد تحالف التآمر على سورية جلّ أوراقه الضاغطة، لا سيما بعد إخفاق مرتزقته في تحقيق الهدف المطلوب، وبعد أن باتت منبوذة وعبئاً على حاضنيها.
أما كيانهم الهزيل المسمى «ائتلاف الدوحة» المنشغل في السرقة وكيل الاتهامات لأعضائه بعد الفضائح المالية التي عصفت بمعظم قياداته، فلم يعد مقبولاً وممثلاً لتحالف التآمر أو متحدثاً باسمه حتى وإن حاولت بعض المحطات المغرضة إنعاش ما تبقى من هياكله لعل هذه الحالة تخرج من العناية المركزة إلى التنفس الاصطناعي.
ما يريده أعداء سورية هو البحث عن مخرج عبر موسكو بعد سنوات من التجييش المذهبي والطائفي ضد شام الحضارة، ناهيك عن أن دول التآمر ستكون مجبرة على إعلان براءتها من الإرهاب وهو الأمر الذي يكلفها أمنياً الكثير بعد انتقال حمى ارتداداته إلى مخادع مموليه.
وليس هذا وحسب بل تحول قلق أعداء سورية من توسع دائرة «داعش» رغم محاربته المزعومة من التحالف الذي لا جدوى منه إلا الاستعراض والحصاد المالي.
ليبقى الرد السوري المقاوم على اللاهثين والوافدين هو الفيصل في إنهاء هذه الحرب الظالمة، فدمشق لا تضع شروطاً بقدر ما تطالب بحقوق مشروعة.