بل استغلت وكرست المؤسسة الدينية التي تحذو حذوهم، للدفاع عنها وعن ديمقراطية المملكة المزيفة التي تحوي في سجونها آلاف المعتقلين دون اتهاماتٍ أو محاكمة، هذه المؤسسة التي يتوجب عليها أن تكون القدوة في العدل والمساواة، اختارت الانحياز لأصحاب رؤوس الاموال للدفاع عنهم ممن يسرقون الشعب ويغتالون حقوقه. وهو الأمر الذي سيزيد الأمور تعقيداً في المستقبل. وفي هذا السياق وبعد أن سخرت سلطات آل سعود تلك المؤسسة لخدمتها يتابع مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ المهمة التي كلف بها من نظام ال سعود بتسخير المؤسسات الدينية والفتاوى لقمع الحراك الشعبي والتضييق على الحريات ووأد أي محاولة للمطالبة بالحقوق المشروعة والمطالب المحقة للشعب السعودي.
وفي تصريحات جديدة حذر المفتي مما وصفه بالمساس بالامن والاستقرار في المملكة مشددا في محاضرة القاها مساء أول أمس في نادي ضباط قوى الامن الداخلي في الرياض على ضرورة تكاتف الجميع مع من سماهم القادة وولاة الامر للحفاظ على ذلك.
وزعم المفتي ان ماسماه مواقع الانترنت والفضائيات المشبوهة والمضللة تشوه صورة الاسلام والمسلمين وتدعو إلى الفتن وتنشر الفوضى والاكاذيب والاباطيل.
واتهم المفتي المحتجين ومعارضي النظام بانهم عابثون ومخربون ومجرمون محرضا المواطنين على التصدي لهم كونهم يحاولون النيل من الامن والمساس بالاستقرار.
وتأتي هذه التصريحات الجديدة للمفتي ال الشيخ بعد أن كان أصدر في الرابع والعشرين من الشهر الجاري بيانا ندد فيه بالاحتجاجات السلمية التي تشهدها منطقة الخليج عموما محرما المشاركة فيها.
ويشير المراقبون إلى أن تصريحات ال الشيخ المتكررة تأتي في اطار ما يقوم به نظام آل سعود من استغلال فاضح للمؤسسات الدينية في عمليات قمع الحراك الشعبي المتصاعد الرافض لسياسات هذا النظام القائمة على القمع والكبت ونهب خيرات البلد وتسخيرها لخدمة العائلة الحاكمة ونزواتها. ويلفت المراقبون في هذا السياق إلى ما قامت به قوات الامن السعودية أول أمس من اعتقال عشرات الرجال والنساء والاطفال بعد مشاركتهم في احتجاج امام مكتب منظمة لحقوق الانسان في الرياض مطالبين بالافراج عن اقاربهم المعتقلين.
ويشكل هذا الاحتجاج استكمالا لما تشهده مناطق عدة في السعودية وخصوصا المنطقة الشرقية التي تضم مدينتي القطيف والعوامية التي يعاني أبناؤها من التهميش وتتعامل السلطات مع تحركاتهم السلمية بالقمع العنيف ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى كما تشن حملات اعتقال شاملة ومتواصلة.وفي سياق متصل يشير المراقبون أيضا إلى ما أعلنته الشبكة الليبرالية السعودية أمس من ان قضية الناشط رائف بدوي المعتقل اساسا بتهمة عقوق الوالدين وتاسيس منتدى الكتروني تشهد انحرافا خطيرا في مسارها بعد توجيه تهم جديدة اليه وتحويله إلى المحاكم الشرعية.
من جهة ثانية تلقي ممارسات نظام آل سعود بثقلها على الاقتصاد السعودي والذي يجب أن يكون واحدا من أقوى الاقتصادات في المنطقة بفعل الانتاج النفطي الكبير والذي تقدر كميته بنحو عشرة ملايين برميل يوميا والذي لم ينعكس اطلاقا على المستوى المعيشي للسعوديين.
وفي هذا المجال يلفت المراقبون إلى شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب أول أمس وأظهر امرأة سعودية تعيش بين النفايات في أحد شوارع الرياض وتم رصدها وهي تأكل من الاطعمة والخبز اليابس بالسيارة المهجورة أمام المارة بحي البديعة ما أثار استياء السعوديين وغضبهم من الحال الذي انتهت اليه هذه المرأة.
في سياق آخر قتل دبلوماسي سعودي ومرافقه في هجوم نفذه أمس مسلحون مجهولون جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.
واوضح مصدر دبلوماسي في اليمن في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية ان الدبلوماسي الذي قتل مسؤول في الملحقية العسكرية للسفارة السعودية وتمت مهاجمة سيارته بالرصاص من قبل مجهولين في حي حدة الدبلوماسي حيث تتركز مقار السفارات وسكن الدبلوماسيين ما ادى إلى انقلاب السيارة ومصرعه مع مرافقه. واشار المصدر إلى ان المهاجمين كانوا يلبسون زي شرطة جهاز الامن المركزي دون اعطاء اي تفاصيل اضافية.