تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عـرض تحــت جســـر الثـورة.. مــع أنهـــم هـواة.. !

ثقافة
الأربعاء 22-4-2015
سعاد زاهر

عندما قدمت مسرعة على الوقت تماما السادسة مساء.. لم أتوقع ان الحشود التي تنتظر خارج مسرح الحمرا، لم تتمكن من الدخول الى العرض، لان قاعة المسرح امتلأت منذ الخامسة والربع مع جميع ممرات المسرح ولم يبق موطئ قدم لمتابع آخر..

ماهي الاسباب التي أدت الى تواجد الناس بهذه الكثافة، مع ان العرض تقدمه فرقة هواة (خبز) للمسرح؟‏

هل هي الدعاية المكثفة للعرض باعتباره يتواجد ضمن مهرجان نحنا هون، الذي بدوره يحظى بتغطية اعلامية واعلانية مهمة؟‏

أو السبب قصر مدة العرض حيث عرض يومي الخميس والجمعة الماضيين فقط؟‏

وهل استحق العرض هذا العناء كله..؟‏

بدا واضحا.. أن البعض من الحضور سمعوا عن أجواء المسرحية المرحة وأرادوا الاندماج مع هذا المرح منذ البداية.. ولم يخيبهم العرض، فقد ابتدأ العرض باغنية المواقف.. وسرعان ما انتقل الى شخصيات سريعة الايقاع.. ليقدم قفشات كوميدية على خلفية الازمة السورية..!‏

الازمة التي عشناها في المشهد الاول من خلال هاون أو سيارة مفخخة كما تقول احدى شخصيات العرض.. تجرنا معها الى البعد الكوميدي الذي لايجد مأزقا للخروج من الازمة الحالية سوى بالضحك منها وعليها..‏

شخصيات مزقتها الازمة شر تمزيق ورمت بها على قارعة الطريق.. لانعرف لها ماضيا، مجرد شخصيات وجدت نفسها تحت جسر الثورة، هذا المكان الفريد، ذو البعد التاريخي والامتداد الآني، يتوسط البلد، ويضم خليطا عجيبا من البشر يمرون يوميا دون أن ينتبهوا لتميز المكان..!‏

التقط العرض هذا التميز واختار أن تفترشه شخصياته ليقدم خلطة من شخصيات القاع، شخصيات مهمشة فقدت كل فرص الحياة، لاشيء بقي لها..ولكنها على قيد الحياة ويفترض ان تستمر.. !‏

في مواجهتها نرى قلة ممن لم يتعلموا أي عبر من حربنا الكارثية، يستغلون كل شيء.. يتاجرون بالبشر و بآلامهم، دون رحمة او شفقة..‏

حتى هنا يحافظ العرض على روحه الكوميدية.. ولكن عبر فهم خاطئ للكوميديا يرى في المبالغة في بعض المواقف مخرجا لشد الناس للضحك.. وبالفعل فقد تمكنت بفعل هذا الاسلوب من شد غالبية الجمهور طيلة المسرحية ولم يغادر سوى قلة منهم..!‏

العرض الذي قدمته مجموعة من الممثلين (ميلاد محمد، كنان نحاس، هيثم مسوح، سليم صباغ، كارول مقدسي، إلياس بغدان، غفران ديروان، هبة كريمة، جورج كوركجي، فادي محمد، لؤي سلطان، مادلين أبو زيد، تالا عوض، ميرنا عبود، سوزانا حيدر).‏

تفاوت الأداء فيما بينهم، بحيث كنا نرى شخصية تمتلك أدوات ومفاتيح شخصيتها بعفوية ولكنها تنجر الى المبالغة مثل شخصية أبو العز وشخصية مجدي.. وسميرة..‏

كما كنا نشعر في لحظات عديدة انها تفتقد للتواصل فيما بينها وكان كل منها يؤدي دوره بمفرده، ناسيا الاخر، واعتمد الاداء على نبرات صوت ضعيفة ومستعارة، تظهر أن الشخصية تؤدى بسطحية.. دون التمكن من الدخول الى عمقها وإظهار تقلباتها كما في حالة الطفلة بائعة البسكويت، وبائعة الدخان..‏

العرض الذي أعده وأخرجه راني أبو عيسى، وصلت إلينا إرادتهم القوية والعمل الدؤوب لصنع عرض يمتلك خصوصية ونكهة مميزة من إمكانيات بسيطة، ولكن يبدو أن قلة التجربة، جعلت من مختلف مفاصل العرض غير متراصة، لم تتمكن رغم التقاطها لحالات انسانية مفعمة بالحياة من تجسيد هذه الحالات على الخشبة، بحيث تنطق بصوتها الداخلي، وتوصل الينا حقا عمق الحالات والمواجع التي يعاني منها انساننا الحالي، وكأن الهم الكوميدي جعلها تنصرف عن العمق المسرحي الذي يفترض بها التمسك به..!‏

soadzz@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية