تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ذوو الاحتياجات الخاصة في طرطوس..بين واقع يراوح في المكان ودائرة تتسع نقصاً بالخدمات والرعاية

مجتمع
الأربعاء 22-4-2015
سمر رقية

تستلزم معالجة تبعات الظروف الراهنة التي تمر بها سورية ايلاء المشكلات الاجتماعية التي أخذت بالاتساع الإسراع في التعامل معها ضمن نطاق إعادة بناء اجتماعي سليم .

وكجزء من هذا البناء الاجتماعي يبدو الالتفات الى قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة والتركيز على حل مشكلاتهم من الأولويات على اعتبار أن عددهم ازداد نتيجة الحرب الكونية التي نعيشها لاسيما جرحى الجيش الذين تسببت لهم بإعاقات دائمة .‏

قد تكون تجربة الالتفات إلى قضايا هذه الشريحة التي بقيت مهمشة لسنوات طويلة نتيجة النظرة الاجتماعية المجحفة بحقهم حديثة العهد ، إلا انه لا يمكن الاستهانة بتحريك العمل في هذا المجال والنهوض بواقعها «، لكن هذه التجربة اعتراها الكثير من الثغرات التي يجب تلافيها للدفع بها إلى الطريق الصحيح والخروج بنتائج مرضية وتغيير واقعها بشكل حقيقي.‏

فرغم ان القانون منح شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة 4 % من نسبة التعيين في المؤسسات العامة إلا أن الأخيرة لم تلتزم بها بشكل كامل حتى ان بعض من التزم بها تحايل على القانون وبالغ في النسبة عبر إصدار / بطاقة معاق/ لبعض الأصحاء بهدف إيصالهم الى هذه المؤسسات وشغر محل صاحب الحق بالتوظيف تحت ما يمكن تسميته / بالإعاقة الوهمية/ .‏

وبالنسبة لمشروع الدمج الذي يعد خطوة رائدة في مجال التعليم لم يرتق الى مستوى التعميم وبلوغ الهدف المنشود نتيجة فقدان الحلقات الأساسية في نجاحه لاسيما الكادر التعليمي المختص بتعليم هذه الشريحة من ناحية وعدم تقبل الاهالي لدمج ذويهم معها والخوف من تأثرهم بشكل سلبي من ناحية أخرى ما افقد التجربة عناصر تطويرها .‏

من جهة أخرى فان ذوي الاحتياجات الخاصة في الأرياف والقرى البعيدة بلغوا قمة التهميش ولا يصلهم اي نوع من انواع الدعم النفسي او الاجتماعي نتيجة غياب الجمعيات الخاصة التي يجب ان تضطلع بهذا الدور وعدم نشربرنامج الدمج في مدارسها حيث تركزت الأنشطة المتعلقة بهذا المجال في المدن فقط وتلك حلقة أخرى أفقدت التجربة عنصرا هاما في نجاحها . أما حديثو العهد بالإعاقة من جرحى الجيش الذين خرجوا بإعاقات دائمة فان الاهتمام بهم يعد من أولويات العمل الذي يتطلب تضافر جهود جميع الجهات من جمعيات اهلية ومؤسسات رسمية ومصارف وغيرها ، لإعادة دمجهم في المجتمع عبر تأمين مصدر رزق لهم ومن خلال منح قروض لإقامة مشاريعهم الخاصة وإدخالهم في دورة العمل والإنتاج .‏

كل ما سبق من قضايا وغيرها شملتها مظلة النقاش التي استظل تحت سقفها لقاء جمع محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى مع أمين عام مجلس المعوقين الفرعي والمديريات ذات الشأن مع ممثلي بعض الجمعيات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة وعدد من أهالي الأطفال المعوقين , للوقوف عند أهم الخدمات المقدمة لهذه الشريحة من قبل مؤسسات الدولة وأهم ما يمكن تقديمه في ظل الظروف التي نعيشها , وخلال اللقاء تمت مناقشة تشكيل لجنة مواءمة المعاقين ووضع معايير لدراسة طلبات التوظيف للمعوقين , واستعرضت أمين عام المجلس د فريال سليمان الخطة المقترحة لهذا العام الذي كان من أهمها إعداد تقرير عن الفحوصات بعد الولادة للكشف المبكر عن الإعاقة وأثناء الحمل بعد زيارة مركز فحص الوليد و تقديم الإحصائيات لعدد الأطفال ونوع الإعاقة في كل جمعية والخدمات والاحتياجات وضرورة التشبيك بين مديرية الصحة ودائرة الأحوال المدنية لتسجيل المولودين حديثا بموجب وثيقة طبية تبين قيام الطبيب بإجراء فحص شامل للمولود يتضمن الكشف المبكر عن الإعاقة وعديد من الأمور الهامة الأخرى, كما تم الاقتراح بإعادة النظر بالأوراق المقدمة للحصول على بطاقة الإعاقة , في حين اقتصرت مقترحات ممثلي الجمعيات على أهمية إرفاق تقرير عن حالة أي طفل من قبل الجمعيات شرط الحصول على بطاقة إعاقة ومساعدة الجمعيات على فتح فروع لها في الأرياف والمدن من خلال تأمين المقرات لتخفيف العبء عن أهالي الأطفال , ووضع طابع خاص بالمعوقين في المعاملات الرسمية يعود ريعه للجمعيات كونها خاصة في محافظة طرطوس أصبحت تعاني من ندرة المتبرعين وزيادة النفقات واستيعاب أعداد مضاعفة لاسيما من الأطفال الوافدين .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية