تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العثمانيون..سجل إرهابي طويل

حدث وتعليق
الأربعاء 22-4-2015
ناصر منذر

ما أشبه اليوم بالأمس، حيث يعيد التاريخ نفسه ليكشف الوجه العثماني البشع، وسجله الإرهابي المشبع بالجرائم المرتكبة بحق الإنسانية، وإذا كانت إبادة الأرمن قد جعلت القرن العشرين الأكثر دموية،

فإن العثمانيين الجدد يكرسون اليوم منهج أسلافهم في القتل والإجرام، ودعم التنظيمات الإرهابية على مختلف تسمياتها بدءا في سورية والعراق، وليس انتهاء بليبيا ومصر ولبنان واليمن.‏

مئة عام مرت ودماء نحو مليون ونصف من الشعب الأرمني قضوا على أيدي سفاحي السلطنة العثمانية لم تجف بعد، ولا تزال تنتظر من أحفاد الإرهابيين القتلة الاعتراف بتاريخهم الإجرامي في ارتكاب المجازرالجماعية، ونهب مقدرات الشعوب، وبناء قصور سلطنتهم على جماجم الأطفال والنساء والشيوخ.‏

ورغم آلاف الوثائق التاريخية والشهادات الحية للكثير من الناجين من المذبحة، والتأكيد الأميركي والغربي لوقوعها، إلا أن نظام أردوغان، وعلى خطا أجداده القتله، مازال يركب رأسه ويصر على الإنكار، حتى وصل به الأمر حد ممارسة كل أنواع القمع والإرهاب الفكري ضد المثقفين الأتراك أنفسهم، فيعاقب كل من يتطرق للحديث عن المذابح التي ارتكبت بحق الأرمن والمسيحيين، وقد تمت محاكمة الكثير من الصحفيين والكتاب الأتراك لمجرد الإشارة لتلك المجازر خلال أحاديثهم الخاصة.‏

مئة عام مضت وجرح الشعب الأرمني ما زال نازفا، وأنين ألمه مسموعا في أرجاء العالم لنصرة قضيته الإنسانية العادلة، التي بقيت رهن التجاذبات السياسية والقوانين الدولية العاجزة عن إجبار تركيا الوريثة الشرعية للقتلة، على تقديم اعتذار رسمي قد يمنع تكرار مأساة انسانية بهذا الحجم.‏

الشعب الأرمني ورغم مواصلة الإنكار التركي، والعمليات الإجرامية الممنهجة، التي يرتكبها نظام أردوغان من خلال عكازه الإرهابي «داعش»، والتي استهدفت متاحف الأرمن ومزاراتهم، لمحاولة ضرب ما بقي من دلائل توثق جرائم العثمانيين، ما زال يتمسك بحقوقه المشروعه ،ولن يهدأ أو يستكين حتى يحصل على اعتراف واضح وصريح من أحفاد القتلة بارتكاب الإبادة الجماعية، وما يترتب عليها من تعويضات مادية ومعنوية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية