تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رئيس طائفة الأرمن البروتستانت القس هاروتيون سليميان يتحدث لـ «الثورة»: الأرمن مكون أساسي من مكونات الشعب السوري.. والعثمانيون الجدد يعيدون مجازر أجدادهم

حلب
صفحة أولى
الأربعاء 22-4-2015
فؤاد العجيلي

أكد سيادة القس هاروتيون سليميان رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سورية أن الإبادة الأرمنية هي جريمة ضد الإنسانية، وارتكبت ماقبل عام 1915 في عهد الإمبراطورية العثمانية، وكان هدفها تطبيق سياسة التتريك العثماني الذي تطلب محو العناصر المسيحية من الامبراطورية العثمانية ومنهم السريان – الكلدان – والأرمن بشكل عام...

جاء ذلك خلال حديثه الخاص بصحيفة الثورة بمناسبة الذكرى المئوية لمجزرة الأرمن التي ارتكبها الطاغوت العثماني، مشيراً إلى أنه وبتاريخ 24 نيسان 1915 نفذ العثمانيون سياسة التهجير الممنهج والمتعمد بحق الشعب الأرمني المسالم القاطن في الامبراطورية العثمانية...‏

وكشف القس سليميان أن من مذكرات السفير الأمريكي آنذاك هنري موركن باو الذي كان بحكم منصبه الدبلوماسي مقرباً من القيادة العثمانية ومن مؤسسي حزب الإتحاد والترقي أن الثلاثي أنور باشا – طلعت باشا – جمال باشا، خططوا وبتوجيه وتوصية من ألمانيا ماقبل وأثناء الحرب العالمية الأولى تهجير العنصر الأرمني من الأناضول وشرقي الأناضول إلى الصحراء «سورية اليوم»..‏

وقال رئيس طائفة الأرمن البروتستانت: إنه في 24 نيسان من ذات العام وفي إستنبول بدؤوا بجمع المفكرين والعلماء وأصحاب المهن والباحثين الرجال من منازلهم ونفوهم من البلاد، وبقي الأطفال والنساء والشيوخ حيث وبطريقة جبرية أخرجوهم من بيوتهم وأراضيهم وهجروهم إلى الصحراء دون طعام أو ماء من أجل أن يهاجمهم المرض ويلاقوا حتفهم، حيث أن هذا التهجير هو في حقيقته طريق إلى الموت خاصة وأنه تم ذبح العديد منهم وهم في الطريق وتم ذبح من بقي في بيته أيضاً، وبذلك يتخلصون من الشعب الأرمني بشكل كامل، ولكن كانت أمنية العثمانيين أن يبقوا شخصاً أرمنياً يضعونه في متاحفهم...‏

وأضاف القس سليميان أن إيمان الشعب الأرمني وصموده وحبه للحياة والعطاء جعله يصبر ويصمد أكثر، ومن مليون ونصف المليون أرمني نجا فقط بضع مئات الآلاف، ووصل قسم منهم إلى صحراء دير الزور في سورية وقسم إلى صحراء الموصل في العراق وقسم إلى أوروبا وأمريكا، وبهذه الطريقة بدأ المهجر الأرمني مبني على الشتات..‏

ولفت رئيس طائفة الأرمن البروتستانت أن الأرمن في سورية كانوا ولازالوا جزءاً أساسياً من مكونات الدولة السورية، والتاريخ يشير إلى أنهم كانوا موجودين في حلب منذ القرن الأول قبل الميلاد، حيث كان الملك ديكران يحكم حلب، وكان له عرشان واحد في أنطاكية والثاني في قلعة حلب، وحينما جاء الأرمن إلى حلب إبان المجزرة العثمانية وجدوا أخوتهم السوريين من عرب وأرمن...‏

ونوه القس سليميان إلى أن للأرمن دوراً كبيراً في الحضارة السورية، حيث إنهم العنصر الفعال والمكون في تشكيل تلك الحضارة، فهم الذين أدخلوا التصوير الفوتوغرافي وصيانة السيارات والصياغة وغيرها من المهن إلى سورية، لافتاً إلى أن أول من أسس نقابة الأطباء في حلب عام 1930 الدكتور ألطونيان، وأول مشفى للعيون في مدينة حلب كان مؤسسه الدكتور روبيرت جبه جيان ...‏

وأكد رئيس طائفة الأرمن البروتستانت أن التاريخ المعاصر يعيد نفسه، فهاهم العثمانيون الجدد يعيدون ما مارسه أجدادهم من غطرسة وحقد، ويمارسون الفكر الفاشي والتعصب العرقي والتصرف البربري تجاه جميع الشعوب الآمنة ومنهم الأرمن بهدف تهجيرهم وإبادتهم، ولكن غاب عن أذهان هؤلاء الطغاة أن الأرمن السوريين متمسكون بوطنهم سورية ومدافعين عن عزته وكرامته، وملتفين مع أبناء الشعب والجيش العربي السوري حول القيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد، ومساهمين في بناء سورية المتجددة، ومؤكدين أنه ومهما حاول المجرمون زرع الفتنة سيبقى الهلال والصليب متعانقين في دعوة المحبة والتسامح والتوجه إلى الله.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية