تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


واشنطن تؤجج نيران الحروب في المنطقة وتفتح بازار أسلحتها.. معهــد اســتكهولم لأبحــاث الســلام الدولــي: الريــاض رابــع أكبــر ســوق في العالــم

خاص - الثورة
صفحة أولى
الأربعاء 22-4-2015
استثمار الفوضى في ربح أميركا العسكري هو الإستراتيجية وفقا لما ترسمه وقد يكون زمن(الربيع العربي )وما خلفه من فصول الفوضى والحروب هو الحقبة الأكثر ازدهارا بالنسبة لمقاولي السلاح الأميركي، وخاصة أن واشنطن تفتح سوقها العسكري كاملا أمام الخليج وان كان الميزان العسكري الأميركي في ما مضى يحافظ دائما على رجحان الكفة الإسرائيلية للأسلحة المتطورة الأميركية على كفة الخليج ..

فان الرؤية الأميركية اختلفت نظراً لوضوح المعادلات وعلنيتها، فإسرائيل والخليج حلفاء اليوم ولا خوف على الكيان الصهيوني طالما أن دول النفط لا تعادي إلا من يعادي إسرائيل .‏

لذلك لم يعد محظورا على السعودية ومن معها أي نوع من الأسلحة الأميركية المتطورة والتي دخلت إلى منطقة الخليج لأول مرة في التاريخ العسكري الأميركي مع ذريعة التحالف الدولي ضد الإرهاب لتكون الطائرات دون طيار مزودة بصواريخ في متناول آل سعود بعد أن كانت بريطانيا الدولة الوحيدة التي تعطيها أميركا هذا النوع من الأسلحة العسكرية .‏

قد تكون السياسية الأميركية تجاه المنطقة قائمة على أهداف الربح العسكري وهو ما يظهر جليا في الصفقات العسكرية التي قامت بها واشنطن منذ بداية مكافحتها للإرهاب إلى أن ساهمت في هبوب عواصف العدوانية على المنطقة التي تعصف اليوم في اليمن، ولا يبدو المجال واسعا لذكر كل الصفقات لكن لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وإعلانهما حاجة الإمارات العربية المتحدة لمعدات وإمدادات عسكرية في توقيت العدوان الخليجي على اليمن قد يكون أحدث الصفقات الأميركية الخليجية حيث تشارك الإمارات في التحالف الدولي المزعزم الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش، كما تشارك في العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن.‏

هذا الأمر علق عليه الكاتب مارك مازيتي في صحيفة نيويورك تايمز أنَّ بيع الأسلحة الأمريكية يُذكّي نيران الحروب في الدول العربية ويأتي في الوقت الذي ينزلق فيه الشرق الأوسط إلى حروب بالوكالة وصراعات ومعارك ضد الشبكات الإرهابية ،وتستخدم دول المنطقة الخليجية فيه ترسانة أسلحتها الأمريكية وتريد المزيد من السلاح، والنتيجة ازدهار أوضاع مقاولي السلاح الأمريكيين في وقت تقلصت فيه ميزانية الدفاع.‏

ولفت الكاتب إلى أنَّ واشنطن وضعت لفترة طويلة قيوداً على بيع بعض أنواع الأسلحة للدول العربية لضمان محافظة (إسرائيل) على تفوقها العسكري، لكنْ لأنَّ( إسرائيل )والدول الخليجية الآن في وضع تحالف ضد محور المقاومة، أصبحت إدارة أوباما أكثر استعداداً لبيع أسلحة متطورة لدول الخليج.‏

ما يعزز كلام الكاتب الأميركي تقارير وكالات الاستخبارات الأمريكية التي تتوقع أنَّ الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط قد تمتد لسنوات وأنها ستجعل دول المنطقة أكثر حماسةً لشراء طائرات إف 35، لذلك ينتظر من واشنطن موقفا إضافيا داعما لمزيد من تأجيج الأوضاع في المنطقة، وقد تكون العلاقة هنا تبادلية إذ إن استمرار بيع الأسلحة سيطيل تأزيم المنطقة وتفشي الإرهاب وهو ما يسعى إليه البنتاغون الذي أعلن أن طائرات التحالف الدولي قد توسع مجال استهدافاتها لداعش حتى ليبيا، بحجة تمركزه هناك.‏

يقول البنتاغون في بيان له صدر بالأمس القريب إن ليبيا ستكون المركز الرئيسي للتنظيم الإرهابي داعش وهو ما يفتح مجالا لأسواق جديدة للأسلحة الأميركية مع استمرار فتح أسواق أخرى في باقي الدول ،حيث يشير خبراء الصناعة ومحللو الشرق الأوسط إلى أن الأزمة في المنطقة وإصرار الدول النفطية على محاربة إيران حول السيادة الإقليمية، سوف تقود إلى زيادة الطلبات الجديدة على أحدث الأسلحة وأكثرها تطورا .‏

وبحسب معهد استكهولم لأبحاث السلام الدولي فإن المملكة العربية السعودية أنفقت أكثر من 80 مليار دولار على الأسلحة العام الماضي، وهو أكثر حجم لإنفاقاتها من أي وقت مضى وكذلك يتجاوز إنفاق فرنسا وبريطانيا، لتحتل الرياض رابع أكبر سوق للسلاح في العالم.‏

ويشير المعهد الذي يتتبع الإنفاقات العسكرية في العالم، إلى أن الإمارات أنفقت 23 مليار دولار، العام الماضي، أي أكثر من ثلاثة أضعاف إنفاقاتها عام 2006.‏

وبالمثل فإن قطر، وقعت العام الماضي، صفقة مع البنتاغون بقيمة 11 مليار دولار لشراء طائرات هليكوبتر هجومية من طراز آباتشي وأنظمة دفاع جوي باتريوت وجافلين. وتأمل الدولة الخليجية الصغيرة حاليا في عقد صفقة ضخمة لشراء مقاتلات F-15 لتحل بدلا من طائرات ميراج الفرنسية القديمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية