يقول: القاعدة في استعمال التاريخ (خلت وخلون وبقيت وبقين) انهم يجعلون النون للقليل والتاء للكثير فيقولون: لاربع خلون ولاحدى عشرة خلت، ومثله الحاقهم الهاء بصفة الجمع الكثير، فقالوا: اعطيته دراهم كثيرة واقمت اياما معدودة، والحقوا الالف والتاء بصفة الجمع القليل، فقالوا: اقمت اياما معدودات وكسوته اثوابا رفيعات، ومنه الآية: (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة)، وفي سورة اخرى: (لن تمسنا النار الا اياما معدودات)، كأنهم قالوا اولا بطول المدة ثم انهم رجعوا فقصروها.
وللعرب اختيار آخر وهو أن يجعل ضمير الجمع الكثير الهاء والألف وضمير الجمع القليل الهاء والنون المشددة، كما نطق القرآن: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والارض، منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم). فجعل ضمير الأشهر الحرم بالهاء والنون لقلتهن وضمير شهور السنة الهاء والألف لكثرتها.
ومن الفوائد التي يقدمها قوله: البناة والاساة جمع يختص بالمعتل كباني وهادي وقاضي كما ان فَعَلَة نحو كفرة وفجرة وظلمة يختص بالصحيح.