خلال فترة المراهقة يحتاج الأطفال إلى الكثير من المودة والثناء والتسامح، ولكن أيضا إلى تحديد مواقف واضحة للغاية ووضع قواعد يتوجب عليهم الالتزام بها. لتحقيق ذلك يحتاج الوالدان غالبا إلى عزيمة قوية وقناعة كبيرة بالقرارات التي يتخذونها. فالإفراط في التوجيه والإرشاد أو العكس، أي عدم المبالاة بمشاكل المراهق ومواكبة تطوره، يُمكن أن يؤدي إلى قطيعة بين المراهقين وأولياء أمورهم.
وبما أن فترة المراهقة هي المرحلة التي يتعلم فيه المراهق ويكتشف خلالها ذاته وقدراته وإمكاناته، فإن أي انفعال مبالغ فيه من طرف الوالدين عن أي تقلب لمزاج المراهق يُمكن أن يُؤدي إلى احتقان الجو، لأن المراهق يجد صعوبة في هذه المرحلة للاعتراف بسلطة مطلقة.
وأي رد فعل قاس من الوالدين فهو ضار لا محالة بالعلاقة، لاسيما وأن وجود علاقة قوية بين الوالدين والمراهق في تلك المرحلة الحرجة، مهم جدا لنفسيته، فتلك العلاقة تدعم ثقته بنفسه، وتعطيه طاقة إيجابية.
ويرفض المراهق أسلوب معاملته على أنه طفل، ويشعر بالانتماء إلى عالم الراشدين، إضافة إلى رغبته في اختيار أصدقائه وأي تدخل في ذلك يُعطيه الشعور بالحاجة إلى الانفصال عن الأسرة أو الوالدين.
التعامل مع المراهق في هذه الفترة ليس سهلا، إذ يجب على الآباء أن يضعوا نصب أعينهم أن المراهق في حاجة ماسة إلى تقديرهم في هذه المرحلة، وأنهم يأخذونه على محمل الجد. ويجب على الوالدين عدم استخدام أسلوب التحدي مع المراهق، بل يُفضل دمجه في الحياة الاجتماعية والعملية وتشجيعه على المسؤولية، وعدم حرمانه من الاستقلالية بشأنه الخاص دون تدخل مباشر.