كما أن حديث لافروف عن أن موضوع الحوار بات يكتسب أولوية في أقوال من كان حتى وقت قريب يرفض دعوة روسيا للحوار، يعكس أبرز التحولات والتغيرات التي بدأت تطرأ على مواقف تلك الاطراف التي كانت حتى وقت قريب ترفض وتجهض وتغتال كل المبادرات والحلول السياسية بعد أن فرضت عليها مجريات وسير الاحداث على الارض اعادة بلورة مواقفها بما يتناسب مع تداعيات خسارتها وهزيمتها في الميدان، وهذا الامر بالمحصلة يعكس مجددا حجم المأزق الذي وضعت تلك الاطراف نفسها فيه بعد فشلها بتحقيق أي انجازات على الارض ترضي حقدها ونهمها وطموحاتها باغتيال سورية.
وما يؤكد موضوعية وواقعية التصريحات الروسية انها جاءت متزامنة مع سلسلة من التصريحات الغربية التي حذرت من خطورة بقاء الوضع في سورية على ماهو عليه دون التوصل الى حل سياسي، دون ان ننسى بالطبع التصريحات الاميركية الاخيرة التي أكدت على ضرورة الحل بالطرق السياسية و السلمية في سورية مع ملاحظة ماتعنيه تلك التصريحات الاميركية لجهة توقيتها واهميتها انطلاقا من ان الولايات المتحدة الاميركية كانت ولاتزال الطرف الرئيس والاساسي الذي يدير المعركة ضد سورية عبر أمر عمليات يحرك ويوجه لاعبيه ووكلاءه وأداوته عن بعد.
وعلى الرغم من أن موقف الولايات المتحدة كان مفاجئا لبعض الاطراف المشاركة بسفك الدم السوري.. الا أنه من السذاجة بمكان عدم توقعه كارتداد طبيعي لجملة الهزائم التي منيت بها الاخيرة على الارض، والتي دفعتها عنوة الى تغيير موقفها بهدف الحفاظ بالدرجة الاولى على ماتبقى من ماء وجهها والمسارعة لانقاذ وكلائها وأدواتها واخراجهم من عنق الزجاجة التي حشروا أنفسهم فيها، لكن الملفت ان تلك الاطراف اعتبرت ذلك التحول طعنة في الظهر دون ان تعي تلك الاطراف (وهي بالتأكيد غير واعية)أن هذه حال الولايات المتحدة على الدوام مع حلفائها ووكلائها تتخلى عنهم عندما تنتهي صلاحيتهم أو عندما تتعارض مهامهم مع مصالح الولايات المتحدة واسرائيل والغرب الاستعماري.