مستهدفين دور عبادة ومدارس ومشفى ومواطنين أبرياء لاذنب لهم سوى أن القدر ساقهم إلى مسرح جريمة القتلة والمتطرفين حيث راح ضحية هذا التفجير الإرهابي أكثر من 53 شهيداً و235 جريحاً جميعهم من الأطفال والنساء والشيوخ والمواطنين الذين كانوا في طريقهم إلى عملهم أو في أماكن سكنهم.
إن توقيت العمل الإرهابي ومكانه حيث وقع الانفجار نحو الساعة 11 قبل الظهر و في منطقة مكتظة بالسكان وتقاطع شوارع رئيسية وبجانب مدرسة وجامع وكراج سيارات تنطلق نحو قرى ريف دمشق وبالقرب من مشفى الحياة كل ذلك يؤكد أن من خطط ونفذ هذا العمل الوحشي إنما كان يريد قتل أكبر عدد من السوريين ولاسيما أن المنطقة في هذا التوقيت تكون مكتظة بالمارة والسيارات مايشير إلى الحقد الذي يحمله هؤلاء المجرمين على الشعب السوري ومدى حالة الإفلاس والإحباط التي وصلوا إليها بعد هزائمهم المتتالية أمام الجيش العربي السوري لذلك لجؤوا إلى هذه الأعمال الوحشية التي لاتخدم سوى أعداء الوطن والشعب والإنسانية.
إن تصعيد الأعمال الوحشية ورفع مستوى سفك الدم السوري جاء ترجمة فعلية لسياسات الدول الغربية والصهيوأميركية والإقليمية التي ترعى الإرهاب وتموله حيث أقر الاتحاد الأوروبي بأنه سيقدم أسلحة وتقنيات حديثة غير صحية للإرهابيين في سورية وها نحن نشاهد الأسلحة «غير المميتة» التي استخدمها المجرمون في تفجير شارع الثورة.
كما أن هذه الأعمال الإرهابية تلقى كل الدعم والتشجيع من السعودية وقطر وتركيا حيث تجلى ذلك في الدعوات المستمرة التي يعمل على تنفيذها حكام السعودية والتي تشيرإلى ضرورة تسليح الإرهابيين بينما حكام قطر يقدمون مليارات الدولارات من أجل مواصلة الأعمال الإجرامية وتركيا تسهل عبور المرتزقة إلى الأراضي السورية بعد تدريبهم على كل أنواع أسلحة القتل والتدمير الأمر الذي يشيرإلى أن أعداء سورية مسؤولون بشكل مباشر عن سفك الدم السوري ومحاولة نسف أمن واستقرار الشعب السوري مايكشف حجم المؤامرة الكونية التي تستهدف سورية أرضاً وشعباً.
هذه الأعمال الإجرامية التي يخطط لها وينفذها أعداء سورية تأتي في وقت سخرت فيه الدولة السورية كل إمكاناتها لتحقيق مطلب الشعب السوري بإجراء حوار وطني يشترك فيه كل شرائح المجتمع السوري بما في ذلك قوى المعارضة الداخلية والخارجية والأمر الذي يشير إلى مدى انزعاج القوى المتربصة شراً بالشعب السوري من هذه الخطوة التي تحقق الحل السياسي وبناء سورية المتجدد التي لامكان فيها للمرتزقة والإرهابيين والتكفيرين وهي سيدة قرارها الوطني وتبني مواقفها السياسية بما يتفق ومصالح شعبها ولذلك عمدت قوى الشر عبر المجموعات الإرهابية إلى تكريس لغة القتل والإرهاب في محاولة لعرقلة الحوار الوطني والنيل من قوة وعزيمة الشعب السوري الذي حسم خياره نحو سورية المستقرة.
التفجير الوحشي في شارع الثورة وغيره من الأعمال الإرهابية التي طالت مؤسسات الدولة ومراكز البحث العلمي التي اشتركت إسرائيل بالعدوان عليها بالإضافة إلى قيامها بإيواء للمسلحين وتقديم العلاج للجرحى منهم كل ذلك يكشف مدى التورط الإسرائيلي في الأحداث الوحشية التي تقوم بها المجموعات المسلحة الإرهابية بحق الشعب السوري ويكشف في الوقت نفسه الغطاء كاملاً عن حقيقة المؤامرة على سورية وبقية المتورطين فيها من دول غربية وبعض مشيخات النفط إلى جانب تركيا التي سخرت نفسها لتحقيق أهداف ومصالح الغرب على حساب مصالح شعبها وشعوب المنطقة.
مايقوم به أعداء سورية والمتآمرون والعملاء من محاولات لإضعاف سورية والنيل من مواقفها الوطنية عبر أعمال إجرامية تستهدف المدنيين الأبرياء لن تثني الشعب السوري عن مواصلة تصديه الأسطوري للمؤامرة الخارجية والعمل على إفشالها لن تزيده هذه الأعمال الإرهابية إلا عزيمة وقوة وإصراراً على الالتفاف حول قيادته وجيشه البطل الذي يواصل ملاحقة فلول الإرهابيين والعمل على استئصالهم مؤكداً بذلك أن مساندته ودعمه لجيشه البطل خير رد على الإرهاب والمتآمرين والمراهنين ولتبقى سورية وشعبها إرادة حياة وصمود وفعل انتصار.
mohrzali@gmail.com