ومع هذا كله تبقى إرادة الحياة وعزيمة السوريين على النهوض من حزنهم واستمرارهم أقوى , ويتجلى ذلك في حفلات الزفاف فها هنا شاب اقتصر يوم زفافه في منزله على بعض الأقارب فهو لايتسع للكثير يرافقه بعض الأغاني الوطنية عوضا عن أي شيء آخر فقد امتزج الفرح بحب الوطن ليعود الأبيض ويملأ المكان ليكون ولادة وأملاً بحياة جديدة ننتظرها.
حفلة منزلية..
بعض الأزهار تزين غرفة الضيوف في المنزل وصوت موسيقا خافت حرصا على حزن الجيران وعشرة أشخاص موجودون فقط هذه كانت حفلة عرسي تقول لما عدرا خريجة تربية أنا سورية ولست بمنأى عما يجري وبلدي يتوجع ولكن الحياة يجب أن تستمر بحلوها ومرها لذا قررت أن يكون عرسي دون ضجة كبيرة أو في صالة، فمنزلي يتسع لأقاربي وليس هناك من داع لحضور الكثير فالكل لديه مايكفي من الاحزان المهم أنني لبست الفستان الأبيض فهو يعطي الأمل والتفاؤل وحلم كل فتاة لكن الوضع الراهن قد غير كل أحلامنا وعلمنا كيف نتأقلم ونتعامل مع مايحدث.
أعراس مختلفة..
فيما تحول عرس ماهر محمد الى زفة للوطن فهو موظف في إحدى الدوائر الحكومية ولديه العديد من الأصدقاء لكن لسوء الأوضاع في منطقتي قررت أن يكون العرس في منزل أبي لذا لم يأت الكثير من الناس حتى إن أقاربي لم يستطيعوا القدوم من قراهم ففي كل بيت شهيد والطرقات لاتسمح لأحد بالقدوم وكنت قد أجلت عرسي لسنتين أملا بانتهاء الأزمة لكن في النهاية الحياة لها نبضها وعليه اقتصر الاحتفال على بعض الأصدقاء وكان لافتاً جداً اذ تحول الى عرس وطني فقد ملأت الأغاني الوطنية المكان والهتاف للجيش والوطن فهو كل مايشغلنا الآن وهذا ماتحولت إليه معظم أعراسنا فكلنا جزء مما يحدث وكل يحتفل على طريقته.
أما رؤى صالح موظفة في شركة خاصة فتقول لم أقم بأي مظهر من مظاهر الاحتفال قمت فقط بتسجيل أوراقي في المحكمة وذهبت بعدها لبيت زوجي فأخي استشهد منذ ستة أشهر ولم يعد الفرح أو غيره يعنيني لكن أريد أن أكمل حياتي وأنجب أطفالا ليكبروا ويشبهوه ويحبوا الوطن ويدافعوا عنه.
داخل كل منا حكاية وطن منها مايحوي الحزن ومنها ما يلملم ألمه ويسعى لفرح جديد وهذه هي حالة احتفالات الزفاف في سورية مؤخراً، فالكل مصر على متابعة أموره رغم الجراح فمكان كل شهيد ستنبت زهرة من الأطفال والأمل بحياة أفضل.