تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ماراثون الشهادة

مجتمع
السبت 23-2-2013م
رويدة سليمان

على امتداد شارع الثورة، هطلت الحمم النارية، وتطايرت الشظايا، وتطاول الدخان الأسود وعلا حتى وصل سماء بلدي.. نعم لوثوا زرقة السماء بنيران حقدهم وغيظهم، بجهلهم وكفرهم، بدين إرهابهم حللوا الدم السوري وسفكوه وهم مازالوا متعطشين للإرتواء والشواهد كثيرة ويومية والأدلة باقية والتاريخ يسجل ويدون، يسطر للأجيال للمستقبل.

على امتداد شارع الثورة خططوا ونفذوا لاستهداف الجامع والمدرسة والمشفى ومكان لانطلاق الركاب، مدخل من مداخل دمشق القديمة الجديدة، دمشق الغصة والقصة، دمشق الشعب والقائد, دمشق الأسطورة والحقيقة.‏

53 شهيداً و275 جريحاً حصيلة الإرهاب الغاشم الحاقد، أرواح مدنيين أبرياء علت إلى السماء لتشهد على دخان نارهم ملائكة بلا أجنحة غادروا إلى السماء وقبل صلاة الدعاء بالفرج القريب اغتالت يدّ الإرهاب هؤلاء المصلين الآمنين من بيت الله، ملجأ المسكين واليتيم والمتعبد والمريض والحزين والمقهور والمكسور.‏

بنظرة سريعة عددية، ربما حققوا بعض أهدافهم في هذا العمل الإرهابي ولكن بنظرة سورية تحليلية ذكية هم فشلوا بالمطلق، يقول أستاذ من مدرسة عبد الله بن الزبير والتي أصابها ضرر مادي كبير.‏

أريد أن أبشر حمد إننا لم نخف، ولم نتوقف عن متابعة إعطاء الدروس سوى دقيقة انفجار برميل غيظك وحقدك وانتقامك من نسيج الشعب السوري الصامد، سنتابع المسيرة التعليمية المؤتمنين عليها لأننا ببساطة لانريد أن نصبح جهلة مثلك.‏

آراء كثيرة نقلتها إلينا محطاتنا السورية من موقع الحدث ومباشر تؤكد أن البوصلة السورية في مسارها الصحيح.‏

لغة التضامن.. لغة العقل.. لغة الاسعاف المعنوي والمادي لغة الترميم وإعادة البناء هي اللغة السورية التي تواجدت في مكان الحدث وفور وقوع الانفجار لتسجل أرقاماً قياسية في إعادة الإعمار والبناء في الحجر والبشر، مع مبادرات شبابية ومنظمات أهلية تُرفع القبعات لهم.. نثمن جهودهم ونباركها دون استغراب فهم أبناء بلدي، أكلوا من قمحه وشربوا من عصير برتقاله ومن زيت زيتونه أشعلوا قنديل الوطن، المكان بأكمله تحول إلى ورشة عمل كاملة متكاملة، المسؤول قبل المواطن الطفل قبل العجوز المرأة قبل الرجل، تصوّر حركاتهم العفوية الفطرية الحبيّة كاميرا قناة إعلامنا الوطني، ومع مراسل يردد بفخر واعتزاز وبارتجالية: نعم هذه هي سورية.. وهؤلاء هم أبناؤها ومع أغنية وطني حبيبي.. تنهمر دموعنا دون أي حساب لطفل يجلس بجانبنا ولكنه في عالم آخر.. عالم الطفولة البريئة يلعب بمكعباته الخشبية وبعض أطباق الطعام.‏

23 مليون سوري.. كرمالك سورية نتحدى الكون.. وتحديناه.‏

بعلم الرياضيات والاحصاء بما نقص عددنا ولكن بثقافة وعلم ودين السوري وتحت علم سورية مازلنا 23 مليوناً فالشهداء أحياء لايموتون نستمد منهم القوة والتصميم والعزم والإرادة وتتنافس قرانا للفوز بلقب «قرية الشهداء» لتنال وسام الفخر والعز فمع صباحات انتصارية وأغنيات حماسية وطنية تلاحق عينيك بدمعة حزن ودمعة فرح شريط « اس، إم، إس» بأسفل الشاشة مبارك لقرية.. شهيدها العاشر، ومبارك لقرية.. شهيدها الخامس عشر ومبارك لأهل بيت.. شهيدهم الثالث و.. و.. و..‏

هي دروس التاريخ لايكتبها إلا الفرسان.. الشجعان هي أرضنا، هي جغرافيتنا، هي تاريخنا، هي بلدنا سورية وهذه معركتنا ونحن السوريين أصحاب القرار الحر والإرادة الحرة، حزمنا أمرنا وهو شورى بيننا وأعلنا الحوار وأصدرنا القرار بفتح باب العزة بمصراعيه لمن يشاء الدخول في حوار.. هو خلاصنا.. هو عودة لأمننا وأماننا.. هو هويتنا وباب الحوار لايحتاج إلى قرعه فقط تخطَ العتبة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية