تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عين المجتمع.. قبل أن تفوتنا الفرصة..

مجتمع
السبت 23-2-2013م
فردوس دياب

بين لغة الحوار و لغة السلاح مساحات شاسعة من الالم والحزن ومن الرثاء والدماء التي أريد لها ان تغرق كل ماهو جميل ونبيل في حياة السوريين.

تختلف المفردات بين اللغتين ، فالاولى (أي لغة الحوار) لها مفرداتها العذبة التي تحيي القلوب قبل العقول،‏

والتي تعكس ثقافة المجتمع ورقيه وسموه فوق كل الماديات والشكليات، أما الثانية (أي لغة السلاح) فلها ايضا مفرداتها الخاصة بها ، تلك المفردات العمياء والصماء والعقيمة التي ترتع في احلامنا و تصول وتجول وحدها في كوابيسنا، والتي ترقص فرحة فوق جراحنا والامنا، لها مفرداتها التي تقتل القلوب قبل العقول ، لتعكس في النهاية حال الجهل والانحطاط الفكري والاخلاقي التي وصل اليها بعضا من السوريين.‏

الاولى هي صناعة سورية بامتياز، فالسوريون هم أصحاب أقدم حضارة في التاريخ وأول أبجدية على وجه الارض و هم اول من كتب ورسم وعرف مفردات الحوار, اما الثانية التي تعرف إلا الموت محاورا لها فهي صناعة غربية بامتياز استوردت مفرداتها من دول الاستعمار القديم الجديد التي لاتعرف الا تلك اللغة، لغة الموت والدمار والاستعباد.‏

بين المفردات.. مفردات الحوار التي تهطل مطرا ودموعا ومستقبلا مضيئا ومشرقا ، ومفردات السلاح التي تقطر دما و موتا وخرابا ، قد توجد مساحات شاسعة من الالم والحزن ، لكن من المؤكد انه لا توجد مساحات للتفكير والانتظار لاننا إن أضعنا هذه الفرصة ان نبقى ننتظر طولا بلا بداية ودون نهاية.‏

بين مفرداتهم التي حروفها الرصاص والقتل.. ومفرداتنا التي حروفها الحياة والتاريخ والمستقبل، قد تبدو المساحات شاسعة بين اللغتين لكنها قد تلتقي في لحظة ما عندما يعانق الموت الحياة ذلك العناق الاخير التي تغدو بعدها جميع المفردات بلا روح أو معنى.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية