هل اقتنع من اختار الرمادية وادعى الحيادية ونافق على كل المستويات بأن الفكر الوهابي القاعدي التكفيري الإرهابي هو فكر حرية وديمقراطية وحقوق إنسان؟
هل مازالت الصورة ضبابية ياأصحاب الولاءات الضيقة والناقصة تجاه عظمة الوطن وقدسيته..
كم فعل تفجيروإرهاب مورس ونفذ على الأرض السورية الطاهرة، كم من بنوك المال حررت شيكاتها لتصل إلى الكفوف السوداء ومحافِظ الموت المتنقلة بأحجامها وأشكالها كما حكام المشيخات وبراميل النفط التي فجرت حريقها على امتداد ساحة الوطن العربي وما استطاع أحد إطفاءها إلا شاحنات وصهاريج الإطفاء السورية بالعقول والسواعد والموارد والأهم وهو ما كشفه الحبر السوري كيف حاك الآخر وخط بنود استعماره ومؤامراته على هذا البلد العزيز..
لذلك كان السباق نحو دمشق.. دمشق التي استيقظت أول من أمس كما غيرها من الصباحات فيها وفي غيرها من أخواتها المحافظات على أنين طفولة لا يتجاوز عمرها الأشهر وعلى وجع عجائز وطاعنين في السن كانوا يصلون لأجل سورية ويدعون رب الأنام أن يبسط في ديارها الأمن والسلام.
بالأمس أيضاً عاد الإرهاب بعياره الثقيل ليفجر عصبيته وتكفيريته القذرة في صدر السوريين وهم يتجولون ويسكنون في أقدم مدن العالم عراقة والتي مابرحت تضج حيوية ونشاطاً وتفاعلاً فكانت الحصيلة مئات الشهداء والمصابين ينتمون إلى مختلف شرائح المجتمع وفئاته العمرية.
دمشق
- دمشق التي لم يغف جفنها يوماً على الردى
قهرتكم وستقهركم..
- دمشق التي مزقت خرائط التآمر وخيوط الإرهاب عبر التاريخ هزمتكم ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
- دمشق التي فجعت بقلبها وصدرها أكثر من مرة انتصرت عليكم كما كانت على الدوام.
- دمشق التي تفتح الأبواب وتغلقها ستسد دروبكم وقنواتكم وأقنيتكم.
دمشق اللغز الذي أرهق العقول المتيقظة ليل نهار وهي تبحث بكيفية لي ذراعها.. مسحت تلافيف أدمغتكم.
دمشق العظيمة بأبنائها
القوية بكبريائها الحكيمة بقيادتها
الغنية بشموخها.. بعنفوان رايتها
المتباهية بأنها العاصمة الأقدر والأجدر
لبلاد الشام الطبيعة.. دمشق العاصمة الحية للجمهورية العربية السورية
نجمة هذا الكون لذا يحاربها أقزام هذا العصر والزمان فكيف لقزم وأقزام قامتهم تتململ دون حجم شبر من الأرض
أن ينالوا من عمود النور وهالة السماء والفضاء.
إنها سخرية القدر.. أم زمن الاستعباد والإقطاع الذي ولى أو زمن عودة الاغتصاب لمقدرات الشعوب الحرة المؤمنة بأرضها وقضيتها؟..
في دمشق فقط سمعتم ياحكام الضمير العالمي النائم لغة أخرى تختلف عن كل اللغات التي يتحدث بها بنو البشر.. في دمشق تعرف أيها الجاهل.. أيها العالم.. أيها المتحدث.. أيها المتخلف..
أن في سورية البصر والبصيرة.. الإرادة والعزيمة.. الحق والحقيقة، في سورية اللغة والبيان، العمارة والبنيان والأهم الكرامة والوجدان.
فيا وجع هذا الزمان.. الغابر.. لا تتألم لأن ميزان الآه والألم يكبر بحجم الوطن، والوطن لا حدود له في قاموس السوريين الشرفاء المؤمنين.. فهو إيمان، صلاة وعبادة وصيام.. حبه من الواجبات والحفاظ عليه من الموجبات وتدنيس أرضه من المحرمات..
والشعب العربي السوري سينهض رغم الجراح
ويملأ الساحات معلنا
انتصار دمشق..
انتصار حلب..
انتصار سورية الوطن..