تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فرقة الدراويش الشامية.. أصالة الفن..

ثقافة
السبت 23-2-2013م
مانيا معروف

من منا لم تشده تلك اللوحة الفنية الجميلة التي يؤديها راقصو المولوية عبر حالة دورانية صوفية تتفاعل مع إنشاد موشحات دينية وأندلسية.. هذا ماشاهدناه في حفل أول على خشبة مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون

من خلال فرقة الدراويش الشامية التي أحيت أمسية تراثية أصيلة استمدت مضمونها من التراث العربي عبر موشحاته الدينية والأندلسية بهدف الحفاظ على أصالة الفن والكلمة الراقية..تم تشكيل الفرقة عام 2008 ليكون هدفها الأساسي الحفاظ على التراث والبحث فيه لاكتشاف الموشحات والأناشيد الدينية..‏

وتدوين مجموعة من المقامات الموسيقية كالسماعيات واللونغات والبشارف..الفرقة بمضمونها الداخلي والخارجي حفظت التراث وقدمته بصورته الراقية من خلال الموسيقا والإنشاد وأيضا اللباس التقليدي الذي كان في تلك الفترة.. تعتمد الفرقة على مجموعة من العازفين والمنشدين ومؤدو رقصة المولوية وهم من الخبرات والمواهب الجيدة خاصة وأن بعضهم أعمار كبيرة وقديرة ليكون الأداء صحيحا.. كما ويتم ضخ دماء شابة جديدة في الفرقة وحتى أطفال يؤدون المولوية.. أشرف الفنان الراحل عدنان أبو الشامات في فترة زمنية على الفرقة.‏

يقول قائد الفرقة أ.صلاح عربي القباني بأن هدف الفرقة تقديم التراث الأصيل وتعريف هذا الجيل بتاريخه عبر جانب منه ألا وهو الموسيقا..ونحن لدينا في الفرقة شباب ينشدون ويعزفون في دلالة على مدى ارتباط الماضي بالحاضر والجيل الجديد يستمد من الجيل الذي سبقه المعرفة والخبرة..الفرقة وكما يقول تضم أعمارا متنوعة رغبة منا في التناغم وإضفاء جو خاص على الفرقة..فنحن لدينا طفلان يؤديان مثلا رقصة المولوية..والهدف تعليم هذا الجيل بثقافة الأجداد وربطهم بالماضي بشكل أكبر وضمانة بأن هذا التراث يستمر لأطول فترة ممكنة..‏

الفرقة وفي أمسيتها قدمت لوحة موسيقية وفنية جميلة تناغم فيها العزف والإنشاد مع الأداء الروحاني والصوفي في رقصة المولوية‏

يقول المنشد عبد الرحمن الكردي وهو منشد شاب يملك خامة صوتية رائعة بأنه كبر على الإنشاد فهو منذ الصغر اختط هذا الطريق لأن التراث العربي غني وهو يحب الكلمة الراقية التي تقترب من الروحانية وتلامس القلب.. قدم عبد الرحمن بصوته مجموعة من الموشحات نذكر منها أملأ لي الأقداح- جل من قد صورك- ياصاح الصبر - صلاة بالسلام المبين - بالذي أسكر من عقد اللما..ومن دولاب حجاز أدى موشح اسق العطاش - هيمتني وغيرها.. حضور مميز قدم ليستمع ويشاهد فسيفساء دمشقية أصيلة ما أحوجنا إليها..‏

إن أول عمل فني قدمته الفرقة كان على مدى ساعتين عام 2009ويحمل عنوان نفحات قدسية..العديد من الحفلات أقامتها فرقة الدراويش التي تعمل بدأب وهدوء على تكريس حالة فنية بصرية راقية..تبتعد كثيرا عن صخب هذا العصر بكل أبعاده..لتشد المتلقي نحو العوالم الصوفية..التي تحمل البعد الإنساني والروحي الخالص.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية