لا تستسلم لطلبات طفلك
اقتصاد الأسرة الأربعاء 2/5/2007 بثينة النونو طفلة عمرها خمس سنوات, وتجاوز وزنها الخمسين كيلو بقليل, هل تعرفون السبب? لأنه كلما ظهرت دعاية على التلفزيون تركض لأمها وتقول: ماما أريد من هذا وتسارع الأم لتعطيها النقود لتشتري, فالأم مشغولة دائماً, إما على الهاتف, وإما تثرثر مع الجيران, وإما نائمة, دون مناقشة أو تأجيل أو تسويف..
الآن ندمت الأم, لكن بعد فوات الأوان, ولم تعد تستطيع رفض طلب لابنتها بتاتاً, والبنت تكبر وتكبر طلباتها ولن تتوقف أبداً, أصبحت البنت كالدبة القطبية, إضافة إلى أنها تفرغ جيوب أمها أولاً بأول, هناك خطر كبير يحدق بأطفالنا, خاصة عندما نتركهم يشاهدون التلفاز وحدهم دون رقيب لأنه في غالب الأحيان, يتم الإعلان عن منتج جديد من خلال برامج الأطفال الكرتونية أو المسلسلات, أو من خلال أغنية لطيفة يحفظها الطفل وتبقى في ذاكرته, وأغلب المنتوجات تكون إما مشروبات غازية أو شيبس أو شوكولا, وسرعان ما يركض الطفل إلى أمه, ويطلب منها شراء هذه السلعة,ويبدأ بالصراخ والبكاء للحصول على ما يريد, لكن لو بقيت الأم جالسة بجانب طفلها وهو يتفرج على التلفاز, تستطيع باللحظة المناسبة, إما أن تتدارك الأمر وتشرح للطفل أن هناك مساوئ لهذا المنتج, وأن هذا مجرد إعلان والإعلان لا يتحدث إلا عن الأشياء الجميلة للترويج للسلعة, وتوضح له السلبيات المصاحبة إن أكل أو شرب منها الطفل بكثرة, فالسمنة وتسوس الأسنان ووجع البطن أحياناً, هي من أهم ما يمكن أن يصيب الطفل, وأن تحكي له حكاية أحد الأطفال الذي أصابه مغص ونقل إلى المستشفى, وأعطاه الطبيب إبرة ليشفى, على الأم أن لا تستسلم لجميع طلبات طفلها مهما بكى, وأصر على الشراء, لأن الضرر ليس على الصحة فقط بل أيضاً على الجيوب, فكثير من الأطفال لا يقتنعون بالقليل ويستمرون بالطلب من أول النهار لآخره, إن طريقة تعامل الطفل مع النقود وأوجه صرفها مسؤولية كبيرة تقع على كاهل الأهل, لان ما يتعلمه في الصغر سيبقى معه طوال حياته, ليصبح بعد ذلك إنساناً مدبراً منظماً في علاقته بالمال, أو ليصبح مسرفاً غير قادر على الاعتدال في الإنفاق.
|