في الأسر الريفية الفقيرة, لوحظ أن تسجيل البنات, أقل بكثير في المدرسة من الذكور, غير أن معدلات التسجيل المنخفضة للبنات مقارنة مع الذكور, فقد لوحظ على وجه الخصوص في المحافظات الشمالية, والشمالية الشرقية, ما يعني أن هناك حاجة ملحة لتحسين معدلات التسجيل للبنات في تلك المحافظات.
وسجلت تلك الدراسة أن على النساء تأدية أعباء عمل ثقيلة, حيث يجمعن بين عدد من واجبات الأسرة, كتنشئة الأطفال, وإعداد الطعام, بالاضافة إلى الأعمال الروتينية للأسرة, فضلاً عن النشاطات الإنتاجية ولاسيما في الزراعة. وفيما يتعلق برعاية الأطفال, رأى المركز الدولي للدراسات الغذائية في أمستردام, أن النساء السوريات مازلن يلدن عدداً كبيراً من الأطفال, ولونسبياً, ما يعني - فيزيولوجياً - أنها تمر بأوقات طويلة, إما أن تكون فيها حاملاً, أو مرضعاً, أي إن النساء ولعدد من السنين يبقين في وضع يمتاز بحساسية عالية.
النشاط الإنتاجي للمرأة السورية :
ويشير ذلك المركز في دراسته الصادرة حديثاً, أن النساء السوريات - فيما يتعلق بالنشاطات الإنتاجية - يلعبن دوراً هاماً في تربية حيوانات الأسرة, كما يلعبن دوراً أكثر أهمية في نطاق الأسرة, يتمثل في عمليات التصنيع الغذائي.
وفعلاً هذا يمكن أن يلاحظ بشكل طبيعي ومتكرر من خلال صناعة الألبان والأجبان - منزلياً - وكذلك صناعة أنواع مختلفة من الكونسروة, فضلا عن تجفيف التين والعنب وصناعة المخللات والزيتون, والمساهمة الفعالة في استخراج زيت الزيتون أيضاً.
وتشير الدراسة إلى أن الواقع يظهر أن هناك نحو ثلث النساء التي تنتمي إلى الأسر الفقيرة, كما أن نحو ربع النساء اللواتي ينتمين إلى الأسر غير الفقيرة, قد أبدين وجود صعوبات في جمع واجبات الإرضاع الطبيعي, والعناية بالأطفال, مع القيام بواجبات الأعمال الأخرى.
والأنكى من ذلك أن الدراسة قد لاحظت أن دور المرأة - في الوقت ذاته - يبدو محدوداً في صنع قرار الأسرة, ولا سيما بالنسبة للعمل, والمسائل المالية, فالنساء الريفيات - على سبيل المثال - من الصعوبة أن يجري تشميلهن في تسويق المنتجات, أو في إدارة المزرعة, فهن نادراً ما يكون لهن دخل خاص لهن أو ملكية للأصول.