تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إعادة توزيع الاقطاعيات في العالم!

لوفيغارو
ترجمة
الأربعاء 2/5/2007
ترجمة سهيلة حمامة

لنتصور إلى حد ما كتاباً مدرسياً لتاريخ القرن الحادي والعشرين الذي يخصص في قسم ( ازدياد المخاطر) فصلاً عن (إعادة توزيع الاقطاعيات في العالم) وعلى عكس مايمكن التفكير به,

لايمكن وضع هذا الفصل تحت شعار نظرية هنتيغتون فحسب التي تقول: إن نهاية آخر إمبراطورية وهي الاتحاد السوفييتي قد أدت إلى إطلاق صراع الحضارات.‏

كما أنها لاتشير إلى التحليلات التي تفسر تدهور النظام العالمي فحسب من خلال عودة القوميات بقوة, ومن المحتمل أنها لاتولي إلا جزءاً يسيراً لتفكك الجماعات المشتركة وعليها أن تقتبس من مجمل تلك التفسيرات وأن تتجاوزها.‏

لاصراع الحضارات, ولاتصادم القوميات, ولا مجرد المواجهات بين الطوائف هي سبب ظاهرة التفتت وإعادة توزيع الاقطاعيات في العالم.‏

بل مصالح القوى العظمى وحتى فرضية المواجهة بين القوميين هي جزئياً ملفقة لأن الأمم ذاتها مقسمة داخلياً بين أطياف ثقافية تطرح بدورها عليها أسئلة لاتلبث أن تتقدم بها إلى الإمبراطوريات, إن القضية الرئيسة التي تواجه بداية الألفية هي من نوع آخر, إنها الرد على الغزو الثقافي العالمي الذي توحده التقنية وفي مواجهة المجهول في عالم يزداد خطورة, تظهر الحاجة إلى ترسيخ( الهوية) التي تنطوي على معنى خاص ويحددها التجذر في الأرض, والانتماء إلى اثنية, ودين, وحتى إلى الجنس, وهذه تعتبر علامات مميزة لكل إنسان لقد أضحى تثبيت الهوية في كل أنحاء العالم السجل والقاسم المشترك للمشكلات الثلاث السابقة ويعود إليه وحده أشكال التصلب. وستطرح الحضارات إلى آخر الأزمنة قضية العلاقة بين العالمية والخصوصية وبالمقابل يتجسد شغف الحفاظ على الهوية, من أميركا الاتينيه حتى آسيا ككتلة صلبة لاتذوب في أي ديمقراطية, وهي مقاومة لكل أشكال الديكتاتورية, إنها تجربة معاشة كملاذ آمن, مستوحاة من الخوف من نشوء نزاعات, وفيها تكمن بذور العنف من خلال وضع الفرد في حتمية انتماءاته ومطالبتها في المجال السياسي, وانتهاكها للفضاءات الخاصة والعامة, يقع الحفاظ على الهوية على النقيض من الفكر الديمقراطي وفكرة الأمة ذاتها, التي من خصائصها جمع عدة هويات داخل ثقافة واحدة.‏

ويبقى الأهم هو انفتاحنا على العالمية وإرادتنا على العيش المشترك مع سائر البشرمهما اختلفت أطيافهم وعرقهم وانتماءاتهم الدينية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية