ومن بين التدابير الروسية المقترحة من قبل الخبراء العسكريين انسحاب روسيا من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى غير المحددة الأجل الموقعة عام .1987
وقد أعلن أثناء المناقشات رئيس الأركان العامة الروسية الجنرال يوري بالويفسكي قائلا: (تتوفر لدى روسيا الأسباب لإعادة الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى إلى ترساناتها). وإذا ما توخينا الدقة فإن الانسحاب من المعاهدة المذكورة, سيكون بمثابة تغيير من وضع إلى وضع آخر, في العام الماضي عرض رامسفيلد على ايفانوف الانضمام إلى المبادرة الأميركية حول استبدال الرؤوس النووية في الصواريخ العابرة للقارات برؤوس تقليدية عادية, فأجاب ايفانوف نظيره الأميركي بأنه سيفكر بالانسحاب من معاهدة الصواريخ المتوسطة المدى. وعندما تحدثت الولايات المتحدة في عام 2002 عن نيتها بالانسحاب من معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ أعلن الجنرال الروسي فياتشيسلاف رومانوف مدير المركز الوطني لتقليل الخطر النووي.
(إن الجانب الروسي سيرد على نشر الأميركيين للشبكة الوطنية للدفاع المضاد للصواريخ بإعادة تكوين مجموعة الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى) أي تلك الصواريخ التي كانت موجهة نحو أوروبا الغربية كلها في أعوام (الحرب الباردة) واليوم تطرح مشاريع أكثر مرونة, وعلى سبيل المثال الانسحاب من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى, وذلك بالتخلي عن وضع رؤوس نووية فيها وتزويدها بالرؤوس العادية. وقيل إنها بهذا الشكل لن تولد خطراً على أوروبا أو غيرها. ولكن اذا تخلت الولايات المتحدة عن تحديث المعاهدة, تاركة الفرصة إلى روسيا للإنسحاب منها, أي امتلاك الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى ذات الرؤوس النووية, فسيعتبر ذلك من جانب أوروبا والصين بمثابة عدم رغبة واشنطن في مراعاة مصالحهما. ولكن ما هو الفرق المبدئي بين استبدال الرؤوس النووية بأخرى تقليدية في الصواريخ العابرة للقارات كما اقترح رامسفيلد في حينه على نظيره الروسي, إن هذه وكذلك الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى ستنخفض من عتبة استخدامها. وإذا ما رفض الأميركيون الالتزام بالمعاهدة أو انسحبوا منها, فإن صواريخها المتوسطة والقريبة المدى المنتشرة في أوروبا, ونيتها بنشر الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى في أوروبا الشرقية, فإن ذلك سيخلق مشكلات أكثر من المشكلات التي كانت قائمة في أعوام الثمانينات, إذ سيكون حلف الناتو قد اقترب كثيراً من حدود روسيا الاتحادية, وعندئذ ستقاس فترة تحليقها إلى القواعد الصاروخية الروسية ليس بعشرات الدقائق بل بالدقائق. ويقول المسؤولون في وزارة الدفاع الروسية, إن موسكو تستطيع خلال فترة قصيرة, اعادة انتاج الصواريخ الباليستية بمدى تحليق اقصى يتراوح ما بين 500 و5000 كيلو متر. ويمكن لروسيا اليوم أن تنفذ مهام الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى باستخدام الصواريخ المجنحة الأرخص ثمناً والتي تطلق من الجو, وحسب معطيات وكالة (روسبالت) فقد جربت روسيا منذ عامين بنجاح الصاروخ المجنح اكس-555 الذي يصل مداه إلى 5 الاف كيلو متر وتبلغ مسافة انحرافه عن الهدف 18-26 مترا وسرعة تحليقه حتى 0.77 ماخ (936كم) في الساعة وارتفاع التحليق من 40 الى 110 أمتار, ما يتيح له اختراق الدفاع المضاد للصواريخ. في مطلع شباط الماضي أفادت وكالة تاس الروسية: (بأن الهند وروسيا قد بدأتا الابحاث العلمية والتصاميم لصنع صاروخ مجنح يتجاوز سرعة الصوت وتبلغ سرعته عدة ماخات).