تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بناء الجدران.. آخر الأخطاء الأميركية في العراق

لوموند
ترجمة
الأربعاء 2/5/2007
ترجمة مها محمد

لا يزال الرئيس الأميركي بوش يواجه تدهور الوضع الأمني في العراق, أما استراتيجيته في تدعيم الوحدات الأميركية لتنتشر بشكل رئيسي حول بغداد وضمنها فقد أخفقت تماماً والدليل على أن خطط التعبئة هذه لم تحقق شيئاً

ما وقع في الأيام الأخيرة في العاصمة العراقية من انفجارات وعمليات ارهابية وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا العراقيين مئات من القتلى خلال أقل من أسبوع.‏

كيف يمكن أن نفسر أن أميركا القوة العسكرية الأكبر في العالم لا يمكنها بعد أربع سنوات احتلال أن تقر السلام لبلد لا يتجاوز عدد سكانه 24 مليون نسمة وحيث تنفق مليار دولار كل أسبوع? نستطيع القول إنه منذ منتصف العام 2004 بدأ الأميركيون يواجهون مقاومة على نطاق واسع, ولقمع المقاومة قرر البنتاغون (عرقنة) الحرب بأن أوكل إدارة أعمال قمع المقاومة للحكومة العراقية الجديدة المنتخبة في كانون الثاني ,2005 ومنذ ذلك الحين فإن جهاز الأمن العراقي فقد حياديته, وبدأنا نشهد منذ بداية العام 2006 تحريضاً منظماً لعمليات ارهابية ليغرق العراق في حمامات الدم ولينفجر الغضب وتبدأ حرب أهلية في بغداد لا يستطيع أحد إيقافها, ما دفع أغلب العائلات إلى الهروب خوفاً على أولادهم من الاختطاف أو القتل. ويقف الأميركيون شاهدين على عمليات (تطهير عرقي) أو بالأحرى ديني تجري على بعد مئات الأمتار من قواعدهم المحصنة, إن فيروس الحرب الأهلية المرعب موجود في المكان ويزداد انتشاراً ترافقه الانفجارات العمياء والبيانات التأديبية بالانتقام فهل عجز الأميركيون عن فعل أي شيء?‏

من ضمن ما أضافوه إلى خطتهم الأمنية بناء جدران تفصل احياء بغداد عن بعضها البعض لمنع العناصر الارهابية من الانتقال بين منطقة وأخرى, اعتقد أن ذلك هو هرب من الاعتراف بالفشل وتغطية للاخفاق الأمريكي في تحقيق الأمن, وحسب التصريحات الأميركية إن بناء سور حول الأعظمية بطول 5كم وارتفاع خمسة أمتار هو لحماية الأعظمية من هجمات الشيعة, إنهم يسيرون بالعراق إلى الوراء ومن أحد أسباب فشلهم أنهم يحتلون بلداً يجهلون ثقافته ولغته واخلاقه فكيف لهم الادعاء بالسيطرة على مجتمع لا يعرفون عنه شيئاً.‏

في بغداد يعيش الجنود الأميركيون في مناطق محمية محصنة إدارتها أميركية ومنفصلة بشكل تام عن الشعب العراقي وهم لا يخرجون من محمياتهم إلا لمهمات قصيرة ولا يفكرون إلا بشيء واحد هو أن يعودوا أحياء, كما تعتبر عمليات التمشيط والتفتيش التي يقومون بها فاشلة سلفاً وذلك لجهلهم بالخلفيات السياسية والاجتماعية لها.‏

لقد ظن بوش أن حماقته وعناده بإضافة قوات جديدة سيضمن له نجاح خططه لكنه أخفق في كل شيء فلم ينجح لا بالكم ولا بالنوع لأن جنوده لم يبق لديهم شيء من القيم التي بنى على أساسها تمثال الحرية ولا من الشعارات التي قامت عليها أميركا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية