تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في القطاع العام أو الخاص العمل اغتراب

شباب
الأربعاء 2/5/2007
مروان حمي

العمل ضرورة وحاجة فردية وجماعية في آن واحد, وتأمينه يعني استقراراً وعدم تأمينه يعني ضياعاً, وبما أن الجامعيين هم أكثر شرائح المجتمع طموحا ونشاطا ودافعية,

فإن العمل يعد منطلقاً ومستقراً لهم.وبناء عليه, هل هذا العمل متاح لهؤلاء الشباب دون صعوبات? وهل يتوافق هذا العمل وطموحات الشباب الجامحة? أم أن هناك عوامل كثيرة تقف بالمرصاد أمام تحقيق ذلك? وهل للدولة وقطاعات المجتمع الأخرى دور في تأمين ولو جزء يسير منه? أم أن عالم الاغتراب هو الحل!‏

لا يخفى على أحد أن الشباب الجامعي هي شريحة عريضة وديناميكية في المجتمع, ترى في الدراسة وسيلة لتحقيق غاية أسمى ألا وهي (العمل) بغض النظر عن ظروف المعيشة وقلة موارد التمويل.‏

لأن الواقع يصدم الشباب نتيجة لندرة وأحيانا لاستحالة فرص العمل, إذ فور التخرج يتجه إلى سوق العمل كبداية موفقة, وسوق العمل بدوره بابه مفتوح على مصراعيه ليستقبل الوافدين متوزعاً على قطاعات ثلاثة القطاع العام والقطاع الخاص والعمل الخاص. بالتأكيد يمثل القطاع العام مآرب الشباب, الذين يرونه المكان الطبيعي والأمثل لإشباع حاجاتهم الوظيفية. لكن مع الأسف الشديد يغدو ذلك حلما ثم يتبدد في الهواء الطلق..!‏

ميلاد حسن (خريج كلية الاقتصاد) يرى أن القطاع العام بات يعاني أمراضا لا سبيل إلى حلها. مضيفاً : إن ارتفاع نسبة البطالة المقنعة وتزايد معدلات التخمة بين موظفيه, وعدم وجود سياسات الاستيعاب في هذا القطاع قد أصاباه بالفشل. في حين يجد البعض العلاج الأنجع في العمل لدى القطاع الخاص متجاوزين استغلاله البشع لطاقات وقدرات هؤلاء الشباب.‏

(أحمد العلي) خريج كلية الآثار يرى أن القطاع الخاص ليس بالضرورة مفتاح الحل لهذه المعضلة. إذ يقول: إن القطاع الخاص يبالغ في شروط وأساليب التعيين (شهادات خبرة, لغة, انتاجية عالية) بالإضافة إلى فقدان الشباب للأمان الوظيفي وعدم إحساسهم بأن الدخل يتناسب مع مؤهلاتهم وكفاءاتهم المهاراتية جملة من العوائق تضع الشباب في خانة اليك (الاغتراب) ذلك أنه لا القطاع العام ولا القطاع الخاص يوظف تلك الشريحة إذ يبقى الاغتراب الحل الوحيد متمثلاً بتلك العصا السحرية التي تؤمن الحد الأدنى من الحياة الكريمة. (نهاد حسين) خريج علم اجتماع يرى في الهجرة والاغتراب حلا فعالا في ظل هذه الأوضاع القاهرة وفي ظل عجز سياسات الدولة عن تأمين فرص عمل لهم. مؤكداً أنهم أي (الشباب) لا يملكون أية دراية أو خبرة عملية ضمن امكانيات السوق المتاحة للقيام بعمل آخر (كالأعمال الحرة أو الزراعة) كنتيجة طبيعية للانقطاع الذي يتولد يوما بعد يوم بين الواقع التعليمي وواقع حياتهم العادية.مضيفاً أن الحل الوحيد إما أن نهاجر لكي نحصل على عمل ولو بأجر زهيد متحملين عناء الغربة, أو أن نبقى عاطلين عن العمل إلى أجل غير مسمى. في حين تؤكد معظم الدراسات الاجتماعية أن بقاء الفرد عاطلا عن العمل قد يصيبه بنوبات خمول متواصلة بالإضافة إلى ملاحظة حالات من الانطواء والعزلة الاجتماعية لديه وأحيانا إحساسه بالاغتراب الاجتماعي في وطنه.‏

أما دور الدولة في هذه العملية فيتمثل في وضع خطط وبرامج تستهدف إزالة هذه الآفة من جذورها وأن تعمل على تشجيع الاستثمارات المتنوعة في بيئة مناسبة وآمنة لترفع من عمليات النمو الجماعي في المجتمع وبالتالي تأمين فرص عمل أوفر وأفضل للشباب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية